النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ} (17)

{ والملَكُ على أَرجائها{[3069]} } فيه وجهان :

أحدهما : على أرجاء السماء ، ولعله قول مجاهد وقتادة .

الثاني : على أرجاء الدنيا ، قاله سعيد بن جبير .

وفي " أرجائها " أربعة أوجه :

أحدها : على جوانبها ، قاله سعيد بن جبير .

الثاني : على نواحيها ، قاله الضحاك .

الثالث : أبوابها ، قاله الحسن .

الرابع : ما استدق{[3070]} منها ، قاله الربيع بن أنس .

ووقوف الملائكة على أرجائها لما يؤمرون به فيهم من جنة أو نار .

{ ويَحْمِلُ عَرْشَ ربِّك فوقهم يَومئذٍ ثمانيةُ } يعني أن العرش فوق الثمانية وفيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : ثمانية أملاك من الملائكة ، قاله العباس بن عبد المطلب .

الثاني : ثمانية صفوف من الملائكة ، قاله ابن جبير .

الثالث : ثمانية أجزاء من تسعة ، وهم الكروبيون{[3071]} ، قاله ابن عباس ، وروى أبو هريرة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " يحمله اليوم أربعة ، وهم يوم القيامة ثمانية " .

وفي قوله { فوقهم } ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم يحملون العرش فوق رؤوسهم .

الثاني : أن حملة العرش فوق الملائكة الذين على أرجائها .

الثالث : أنهم فوق أهل القيامة .


[3069]:الأرجاء: النواحي والأقطار في لغة هذيل، واحدها رجا والمثنى رجوان مثل عصا وعصوان.
[3070]:يقال رجا البئر أي حافته. فما استدق منها: حفافها.
[3071]:الكروبيون: سادة الملائكة، مأخوذ من الكرب وهو القرب. ومنه كرب من أفعال المقاربة في النحو. قال الشاعر. كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب