فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ} (11)

{ إِنَّا لَمَّا طغى الماء } أي تجاوز حدّه في الارتفاع والعلوّ ، وذلك في زمن نوح لما أصرّ قومه على الكفر وكذبوه . وقيل : طغى على خزانه من الملائكة غضباً لربه ، فلم يقدروا على حبسه . قال قتادة : زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعاً { حملناكم فِي الجارية } أي في أصلاب آبائكم ، أو حملناهم وحملناكم في أصلابهم تغليباً للمخاطبين على الغائبين . والجارية سفينة نوح ، وسميت جارية لأنها تجري في الماء ، ومحل { في الجارية } النصب على الحال : أي رفعناكم فوق الماء حال كونكم في السفينة ، ولما كان المقصود من ذكر قصص هذه الأمم ، وذكر ما حلّ بهم من العذاب زجر هذه الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول قال : { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً } .

/خ18