النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَّـٰبِثِينَ فِيهَآ أَحۡقَابٗا} (23)

{ لابِثينَ فيها أَحْقاباً } يعني كلما مضى حقب جاء حقب وكذلك إلى الأبد واختلفوا في مدة الحقب على سبعة أقاويل :

أحدها : ثمانون سنة ، قاله أبو هريرة .

الثاني : أربعون سنة ، قاله ابن عمر .

الثالث : سبعون سنة ، قاله السدي .

الرابع : أنه ألف شهر ، رواه أبو أمامة مرفوعاً .

الخامس : ثلاثمائة سنة ، قاله بشير بن كعب .

السادس : سبعون ألف سنة ، قاله الحسن .

السابع : أنه دهر طويل غير محدود{[3180]} ، قاله قطرب .

وفي تعليق لبثهم بالأحقاب قولان :

أحدهما : أنه على وجه التكثير ، كلما مضت أحقاب جاءَت بعدها أحقاب ، وليس ذلك بحد لخلودهم في النار .

الثاني : أن ذلك حد لعذابهم بالحميم والغسّاق ، فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب .


[3180]:هذا القول هو الراجح لأن الكفار خالدون في النار دون تحديد زمن للبثهم فيها، نقال تعالى: "خالدين فيها أبدا" كما أن الحقب في كلام العرب زمان طويل غير محدد، قال متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر وحتى قيل لن يتصدعا