الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني العظمى... وهي يوم القيامة...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فإذا جاءت التي تطمّ على كل هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها، وقيل: إنها اسم من أسماء يوم القيامة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل: الطامة، هي الصيحة؛ سميت طامة لأنها تطم الأشياء، وتعمها، وسميت كبرى لأنها طمت بالعذاب، فهو يدوم، ولا ينقطع، وإن أحاطت بالثواب والكرامة فهي تدوم، فسميت كبرى لدوامها...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

والطامة عند العرب الداهية التي لا تُستطاع، وإنّما أخذت من قولهم طمّ الفرس طميمها إذا استفرغ جهده الجري...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... قال القفال: أصل الطم الدفن والعلو، وكل ما غلب شيئا وقهره وأخفاه فقد طمه، ومنه الماء الطامي وهو الكثير الزائد، والطاغي والعاتي والعادي سواء، وهو الخارج عن أمر الله تعالى المتكبر، فالطامة اسم لكل داهية عظيمة ينسى ما قبلها في جنبها...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فإذا جاءت} أي بعد الموت {الطامة الكبرى} أي الداهية الدهياء التي تطم -أي تعلو- على سائر الدواهي وتغطيها فتكون أكبر داهية توجد، وهي البعث بالنفخة الثانية...

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

شروعٌ في بيانِ أحوالِ معادِهم إثرَ بيانِ أحوالِ معاشِهم بقولِه تعالى: {متاعا لكُمْ} [سورة المائدة، الآية 96] الخ، والفاءُ للدلالة على ترتب ما بعدَها على ما قبلَها عما قليلٍ كما ينبئُ عنه لفظُ المتاعِ...

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

قيل: فوصفها بالكبرى للتأكيد ولو فسرها كونها طامة بكونها غالبة للخلائق لا يقدرون على دفعها لكان الوصف مخصصاً وقيل كونها طامة باعتبار أنها تغلب وتفوق ما عرفوه من دواهي الدنيا وكونها كبرى باعتبار أنها أعظم من جميع الدواهي مطلقاً وقيل غير ذلك وأنت تعلم أن الطامة الكبرى صارت كالعلم للقيامة...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إن الحياة الدنيا متاع. متاع مقدر بدقة وإحكام. وفق تدبير يرتبط بالكون كله ونشأة الحياة والإنسان. ولكنه متاع. متاع ينتهي إلى أجله.. فإذا جاءت الطامة الكبرى غطت على كل شيء، وطمت على كل شيء. على المتاع الموقوت. وعلى الكون المتين المقدر المنظم. على السماء المبنية والأرض المدحوة والجبال المرساة والأحياء والحياة وعلى كل ما كان من مصارع ومواقع. فهي أكبر من هذا كله، وهي تطم وتعم على هذا كله!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

(وإذا) ظرف للمستقبل فلذلك إذا وقع بعده الفعل الماضي صُرف إلى الاستقبال، وإنما يُؤتى بعد (إذا) بفعل الماضي لزيادة تحقيق ما يفيده (إذا) من تحقق الوقوع. والمجيءُ: هنا مجاز في الحصول والوقوع لأن الشيء الموقّت المؤجل بأجل يشبه شخصاً سائراً إلى غاية، فإذا حصل ذلك المؤجل عند أجله فكأنه السائرُ إلى، إذا بلغ المكان المقصود. والطامة: الحادثة، أو الوقعة التي تَطِمُّ، أي تعلو وتغلب بمعنى تفوق أمثالها من نوعها بحيث يقل مثلها في نوعها، مأخوذ من طَمَّ الماء، إذا غمر الأشياء وهذا الوصف يؤذن بالشدة والهول إذ لا يقال مثله إلا في الأمور المهولة ثم بولغ في تشخيص هولها بأن وصفت ب {الكبرى} فكان هذا أصرح الكلمات لتصوير ما يقارن هذه الحادثة من الأهوال. والمراد بالطامة الكبرى: القيامة وقد وصفت بأوصاف عديدة في القرآن مثل الصاخّة والقارعة والراجفة ووصفت بالكبرى...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

قوله تعالى : " فإذا جاءت الطامة الكبرى " أي الداهية العظمى ، وهي النفخة الثانية ، التي يكون معها البعث ، قال ابن عباس في رواية الضحاك عنه ، وهو قول الحسن . وعن ابن عباس أيضا والضحاك : أنها القيامة ، سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها ؛ أي تقلبه . وفي أمثالهم :

جرى الوادي فطمَّ على القَرِيِّ{[15789]}

المبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طم الفرس طميما إذا استفرغ جهده في الجري ، وطم الماء إذا ملأ النهر كله . غيره : هي مأخوذة من طم السيل الركية{[15790]} أي دفنها ، والطم : الدفن والعلو . وقال القاسم بن الوليد الهمداني : الطامة الكبري حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار . وهو معنى قول مجاهد : وقال سفيان : هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية . أي الداهية التي طمت وعظمت ، قال :

إن بعضَ الحبِّ يُعْمِي ويُصِمّْ *** وكذاك البغضُ أدهَى وأطَمّْ


[15789]:القري مجرى الماء في الروضة والجمع أقرية وأقراء وقريان، ويضرب المثل عند تجاوز الشيء حده.
[15790]:الركية: البئر، أي جرى سيل الوادي.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

{ الطامة } هي القيامة ، وقيل : النفخة الثانية واشتقاقها من قولك لهم الأمر إذا علا وغلب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

ولما ذكر ما دل على البعث ، أتبعه ما يكون عن البعث مسبباً عنه دلالة على أن الوجود ما خلق إلا لأجل البعث لأنه محط الحكمة : { فإذا جاءت } أي بعد الموت { الطامة الكبرى * } أي الداهية الدهياء التي تطم - أي تعلو - على سائر الدواهي وتغطيها فتكون أكبر داهية توجد ، وهي البعث بالنفخة الثانية - كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما{[71528]} ، والعامل في " إذا " {[71529]} محذوف تقديره : فصل الناس إلى شقي وسعيد .


[71528]:راجع البحر 8/423.
[71529]:من ظ و م، وفي الأصل: إذ.