{ فإذا جاءت الطامة } أي الداهية التي تعلو سائر الدواهي { الكبرى } أي العظمى التي تطم على سائر الطامات ، فالوصف بالكبرى تأسيس لا تأكيد فهي أكبر من داهية فرعون ، وهي قوله { أنا ربكم الأعلى } .
وهذا شروع في بيان أحوال معادهم إثر بيان أحوال معاشهم ، والفاء للدلالة على ترتب ما بعدها على ما قبلها كما ينبئ عنه لفظ المتاع ، وفي الكرخي وخص ما هنا بالطامة موافقة لما قبله من داهية فرعون ، ولذلك وصفت بالكبرى ، موافقة لقوله { فأراه الآية الكبرى } بخلاف ما في عبس فإنه لم يتقدمه شيء من ذلك فخصت بالصاخة وإن شاركت الطامة في أنها النفخة الثانية لأنها الصوت الشديد والصوت يكون بعد الطم فناسب جعل الطم للسابقة ، والصخ للاحقة انتهى .
قال الحسن وغيره : هي النفخة الثانية ، وقال الضحاك وغيره : هي القيامة سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء لعظم هولها قال المبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم طم الفرس طميما إذا استفرغ جهده في الجري ، وطم الماء إذا ملأ النهر كله . وقال غيره هو من طم السيل الركية أي دفنها ، والطم الدفن .
قال مجاهد وغيره : الطامة الكبرى هي التي تسلم أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ، قال ابن عباس : الطامة اسم من أسماء يوم القيامة ، وجواب " إذا " قيلا هو قوله { فأما من طغى } وقيل محذوف أي فإن الأمر كذلك أو عاينوا أو علموا أو أدخل أهل النار النار ، وأهل الجنة الجنة ، وقدره بعضهم بقوله كان من عظائم الشؤون ما لم تشاهده العيون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.