إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

فإنَّ قولَه تعالَى : { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا ومرعاها } [ سورة النازعات ، الآية 31 ] في معنى متَّع بذلكَ وقوله تعالى : { فَإِذَا جَاءتِ الطامة الكبرى } أي الداهيةُ العُظمى التي تطمُّ على سائرِ الطاماتِ أي تعلُوها وتغلبُها وهي القيامةُ أو النفخةُ الثانيةُ وقيلَ : هي الساعةُ التي يُساقُ فيها الخَلائقُ إلى محشرِهم وقيلَ : التي يُساقُ فيها أهلُ الجنةِ إلى الجنةِ وأهلُ النارِ إلى النارِ شروعٌ في بيانِ أحوالِ معادِهم إثرَ بيانِ أحوالِ معاشِهم بقولِه تعالى : { متاعا لكُمْ } [ سورة المائدة ، الآية 96 ] الخ ، والفاءُ للدلالة على ترتب ما بعدَها على ما قبلَها عما قليلٍ كما ينبئُ عنه لفظُ المتاعِ .