{ فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون } أي فنزل على تلك الجنة طائف من جهة الله سبحانه أي هلاك أو بلاء في حال نومهم ، والطائف غلب في الشر ، قال الفراء هو الأمر الذي يأتي ليلا ورد عليه بقوله تعالى : { إذا مسهم طائف من الشيطان } وذلك لا يختص بليل ولا نهار ، وقرئ طيف ، والطائف قيل هو نار أحرقتها حتى صارت سوداء كذا قال مقاتل ، وقيل الطائف جبريل اقتلعها ، وقال ابن عباس طائف أي أمر من الله .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والمعصية فإن العبد ليذنب الذنب الواحد فينسى به الباب من العلم ، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف عليها الآية قد حرموا خير جنتهم بذنبهم " .
وفي هذه الآية دليل على أن العزم مما يؤاخذ به الإنسان لأنهم عزموا على أن يفعلوا فعوقبوا قبل فعلهم ، ونظيره قوله تعالى : { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قيل : يا رسول هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه " ( {[1617]} ) وهذا محمول على العزم المصمم . وأما ما يخطر بالبال من غير عزم فلا يؤاخذ به قاله القرطبي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.