جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ومن خفت موازين أعماله الصالحة فلم تثقل بإقراره بتوحيد الله والإيمان به وبرسوله واتباع أمره ونهيه، فأولئك الذين غبنوا أنفسهم حظوظها من جزيل ثواب الله وكرامته "بِمَا كانَوا بآياتِنا يَظْلِمُونَ "يقول: بما كانوا بحجج الله وأدلته يجحدون، فلا يقرّون بصحتها، ولا يوقنون بحقيقتها...
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين حضره الموت في وصيته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
«الآيات» هنا البراهين والأوامر والنواهي. و {يظلمون} أي يضعونها في غير مواضعها بالكفر والتكذيب...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
... {الذين خسروا أنفسهم} أي التي هي رأس مالهم، فكيف بما دونها...
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
..وظاهر هذا التقسيم أنه لفريقي المؤمنين على تفاوت درجاتهم في الفلاح، والكافرين على تفاوت دركاتهم في الخسران، فإن من مات مؤمنا فهو مفلح وإن عذب على بعض ذنوبه بقدرها، فهذا الوزن الإجمالي الذي يمتاز به فريق الجنة وفريق السعير وهنالك قسم ثالث استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم أصحاب الأعراف وسيأتي ذكرهم في هذه السورة، ويتبع الوزن الإجمالي الوزن التفصيلي للفريقين...
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
..وإذا كان العلم الحديث كشف موازين للحر والبرد واتجاه الرياح والأمطار، أفيعجز القادر على كل شيء عن وضع موازين للأعمال النفسية والبدنية التي سماها الدين الحسنات والسيئات، بما تحدثه في الأنفس من الأخلاق والصفات الثابتة فيها؟...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
... قد خسروا أنفسهم. فماذا يكسبون بعد؟ إن المرء ليحاول أن يجمع لنفسه. فإذا خسر ذات نفسه فما الذي يبقى له؟... ولا ندخل هنا في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان -كما دخل فيه المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر "الإسلامي "!...
فكيفيات أفعال الله كلها خارجة عن الشبيه والمثيل. مذ كان الله سبحانه ليس كمثله شيء.. وحسبنا تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق.. من أن الحساب يومئذ بالحق، وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرة، وأن عملاً لا يبخس ولا يغفل ولا يضيع...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والخسران حقيقته ضد الرّبح، وهو عدم تحصيل التّاجر على ما يستفضله من بيعه، ويستعار لفقدان نفع ما يرجى منه النّفع، فمعنى {خسروا أَنفُسَهُم} فقدوا فوائدها، فإن كلّ أحد يرجو من مواهبه، وهي مجموع نفْسِه، أن تجلب له النّفع وتدفع عنه الضرّ: بالرأي السَّديد، وابتكار العمل المفيد، ونفوس المشركين قد سوّلت لهم أعمالاً كانت سبب خفّة موازين أعمالهم، أي سبب فقد الأعمال الصّالحة منهم، فكانت نفوسهم كرأس مال التّاجر الذي رجا منه زيادة الرّزق فأضاعه كلّه فهو خاسر له، فكذلك هؤلاء خسروا أنفسهم إذ أوقعتهم في العذاب المقيم، وانظر ما تقدّم في قوله تعالى: {الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون} في سورة الأنعام (20). وقوله تعالى: {فما ربحت تجارتهم} في سورة البقرة (16).
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
... وخسران نفوسهم في هذا يشير إلى معان ثلاثة:
أولها: انهم هم الذين كانوا بأعمالهم في الدنيا عاملين على خسارتها فلم تكن الخسارة لاحقة بهم من غيرهم.
ثانيها: أن العذاب خسارة للنفس أي خسارة وأنهم هم الذين جلبوا لها هذه الخسارة الخالدة.
ثالثها: انهم كانوا يحسبون في ضلالهم في الدنيا انهم يكسبون بغطرستهم وكبريائهم واغترارهم بمظاهر القوة فبين الله تعالى انهم الاخسرون أعمالا، وذلك عند ميزان الأعمال بميزان الخير والشر، لا بميزان الغرور والاستكبار.
وقوله تعالى: (بما كانوا بآياتنا يظلمون) أي أن هذه الخسارة التي خسروا بها أنفسهم بسبب أنهم كانوا مستمرين طول حياتهم الدنيوية مكذبين بآياتنا الدالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأضاف سبحانه وتعالى الآيات اليه للإشارة إلى عظم تكذيبهم لأنهم يكذبون الآيات المنسوبة إليه، سبحانه وتعالى، فتكذيب اكبر من في الوجود ومنشئ الوجود اكبر تكذيب واكبر ظلم وقدم قوله تعالى: (بآياتنا) على (يظلمون) لان الآيات الله هي محور الحق وميزانه وبرهانه...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.