قال جمهور الأُمَّةِ : إنَّ اللَّه عز وجل أراد أن يبين لعباده أن الحِسَابَ والنظر يوم القِيَامَةِ هو في غَايَةِ التحرير ، ونهاية العَدْلِ ، بأَمْرٍ قد عرفوه في الدُّنْيَا ، وعهدته أفهامهم ، فميزان القِيَامَةِ له عمود وَكِفَّتَانِ على هيئة مَوَازِينِ الدنيا ، جَمَع لفظ «المَوَازِين » ، إذ في الميزان مَوْزُونَاتٌ كثيرة ، فكأنه أراد التَّنْبِيه عليها .
قال الفخر : والأظْهَرُ إثبات مَوَازِينَ في يوم القيامة ، لا ميزان واحدِ ، لظواهر الآيات ، وحمل الموازين على الموزونات ، أو على الميزان الواحد يوجبان العُدُولَ عن ظَاهِرِ اللفظ ، وذلك إنما يُصَارُ إليه عند تَعَذُّرِ حَمْلِ الكلام على ظَاهِرِهِ ، ولا مانع هاهنا منه ، فوجب إِجْرَاءُ اللفظ على حقيقته ، فكما لم يمتنع إثبات مِيزانٍ له كِفَّتان ، فكذلك لا يمتنع إِثْبَاتُ موازين بهذه الصِّفَةِ ، وما الموجب لتَرْكِهِ ، والمصير إلى التأويل ، انتهى .
قال أبو حَيَّان : موازينه جُمِعَ باعتبار المَوْزُونَاتِ ، وهذا على مذهب الجمهور ، في أن الميزَانَ واحد .
وقال الحسن : لكل واحدِ ميزَانٌ ، فالجمع إذن حَقِيقَةٌ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.