الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ} (9)

أخرج اللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب قال « بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر ، وليس من أهل البلد ، يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإِسلام ؟ قال : الإِسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان ، قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال نعم . قال : صدقت يا محمد قال : ما الإِيمان ؟ قال : الإِيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : نعم . قال : صدقت » .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { والوزن يومئذ الحق } قال : العدل { فمن ثقلت موازينه } قال : حسناته { ومن خفت موازينه } قال : حسناته .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار قال : إن الإِقدام يوم القيامة لمثل النبل في القرن ، والسعيد من وجد لقدميه موضعاً ، وعند الميزان ملك ينادي : ألا إن فلان بن فلان ثقلت موازينه وسعد سعادة لن يشقي بعدها أبداً ، ألا إن فلان خَفَّتْ موازنيه وشقى شقاء لن يسعد بعده أبداً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { والوزن يومئذ الحق } قال : توزن الأعمال .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها ، فمن أراد الله به خيراً ختم له بخير عمله ، ومن أراد به شراً ختم له بشر عمله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحارث الأعور قال : إن الحق ليثقل على أهل الحق كثقله في الميزان ، وأن الحق ليخف على أهل الباطل كخفته في الميزان .

وأخرج ابن المنذر واللالكائي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : ذكر الميزان عند الحسن فقال : له لسان وكفتان .

وأخرج أبو الشيخ عن كعب قال : يوضع الميزان بين شجرتين عند بيت المقدس .

وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير واللالكائي عن حذيفة قال : صاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام ، يرد بعضهم على بعض فيؤخذ من حسنات الظالم فترد على المظلوم ، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فردت على الظالم .

وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في قوله { والوزن يومئذ الحق } قال : أخبرني أبو صالح عن ابن عباس أنه قال : له لسان وكفتان يوزن ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ومنازلهم في الجنة بما كانوا بآياتنا يظلمون .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } قال : للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله : يا رسول الله هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة ؟ قال « أما في ثلاث مواطن فلا : عند الميزان ، وعند تطاير الصحف في الأيدي ، وعند الصراط » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : يحاسب الناس يوم القيامة ، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ، ثم قرأ { فمن ثقلت موازينه } الآيتين . ثم قال . إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، فوقفوا على الأعراف .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإِخلاص عن علي بن أبي طالب قال : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة .

وأخرج أبو الشيخ عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات ، فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار » .

وأخرج البزار وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن أنس رفعه قال : إن ملكاً موكل بالميزان ، فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان بن قلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، وإن خفت ميزانه نادى الملك : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عائشة . أنها ذكرت النار فبكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مالك . . ؟ ! قالت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحداً حيث توضع الميزان حتى يعلم اتخف ميزانه أم تثقل ، وعند تطاير الكتب حين يقال { هاؤم اقرأوا كتابيه } [ الحاقة : 19 ] حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أو من وراء ظهره ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثير يحبس الله بها من شاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا » .

وأخرج الحاكم وصححه عن سليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله : لمن شئت من خلقي . فتقول الملائكة : سبحانك . . . ! ما عبدناك حق عبادتك ، ويوضع الصراط مثل حد الموسى ، فتقول الملائكة : من تنحى على هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي . فيقولون : سبحانك . . . ! ما عبدناك حق عبادتك » .

وأخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة واللالكائي عن سلمان قال : يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السماوات والأرض ومن فيهن لوسعه ، فتقول الملائكة : من يزن هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي . فتقول الملائكة : سبحانك . . . ! ما عبدناك حق عبادتك .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خلق الله كفتي الميزان مثل السماء والأرض . فقالت الملائكة : يا ربنا من تزن بهذا ؟ قال : أزن به من شئت . وخلق الله الصراط كحد السيف فقالت الملائكة : يا ربنا من تجيز على هذا ؟ قال : أجيز عليه من شئت » .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال : الميزان له لسان وكفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات ، فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان ، فتثقل على السيئات فتؤخذ فتوضع في الجنة عند منازله ، ثم يقال للمؤمن : الحق بعملك . فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله ، ويؤتى بالسيئات في أقبح صوره فتوضع في كفة الميزان ، فتخف والباطل خفيف فتطرح في جهنم إلى منازله فيها ، ويقال له : الحق بعملك إلى النار . فيأتي النار فيعرف منازله بعمله وما أعد الله له فيها من ألوان العذاب . قال ابن عباس : فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم ينصرفون يوم الجمعة راجعين إلى منازلهم .

وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي في البعث عن أنس قال : « سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال » أنا فاعل . قلت : يا رسول الله أين أطلبك ؟ قال : أطلبني أول ما تطلبني على الصراط . قلت : فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : فاطلبني عند الميزان . قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض ، فإني لا أخطىء هذه الثلاثة مواطن » .

وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر ، فيقول : أتنكر من هذا شيئاً ، أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : أفلك عذراً وحسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب . فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة ، وأنه لا أظلم عليك اليوم . فيخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم . فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء » .

وأخرج أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم « توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل فيوضع في كفه ويوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان فيبعث به إلى النار فإذا أدبر به ، صائح يصيح عند الرحمن : لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقي له . فيؤتى ببطاقة فيها : لا إله إلا الله . فتوضع مع الرجل في كفة حتى تميل به الميزان » .

وأخرج ابن أبي الدنيا والنميري في كتاب الأعلام عن عبد الله بن عمرو قال « إن لآدم عليه السلام من الله عز وجل موقفاً في فسح من العرش ، عليه ثوبان أخضران كأنه سحوق ، ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة ، وينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى النار ، فبينا آدم على ذلك إذ نظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينطلق به إلى النار ، فينادي آدم : يا أحمد . فيقول : لبيك يا أبا البشر . فيقول هذا رجل من أمتك ينطلق به إلى النار ، فأشد المئزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول : يا رسل ربي قفوا . فيقولون : نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصي الله ما أمرنا ونفعل ما نؤمر . فإذا أيس النبي صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بوجهه ، فيقول : يا رب قد وعدتني أن لا تخزيني في أمتي ؟ فيأتي النداء من عند العرش : أطيعوا محمداً وردوا هذا العبد إلى المقام . فأخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة ، فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول : بسم الله . فترجح الحسنات على السيئات ، فينادي سعد وسعد جده وثقلت موازينه : انطلقوا به إلى الجنة ، فيقول : يا رسل ربي قفوا حتى أسأل هذا العبد الكريم على ربه . فيقول : بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك من أنت ؟ فقد : أقلتني عثرتي . فيقول : أنا نبيك محمد ، وهذه صلاتك التي كنت تصلي علي ، وافتك أحوج ما تكون إليها » .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله » .

وأخرج البخاري ومسلم والترميذي والنسائي وابن ماجة واللالكائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم » .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن » .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والبيهقي بسند جيد عن أنس قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال « ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال عليك بحسن الخُلق وطول الصمت ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ميمون بن مهران قال : قلت لأم الدرداء : أما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ؟ قالت : نعم ، دخلت عليه فسمعته يقول « أول ما يوضع في الميزان الخُلق الحسن » .

وأخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان واللالكائي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من شيء يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خُلق حسن » .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب قال : أعطيت ناقة في سبيل الله ، فأردت أن أشتري من نسلها ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال « دعها تأتي يوم القيامة هي وأولادها جميعاً في ميزانك » .

وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح وإلا شفعت » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مغيث بن سميّ وعن مسروق قالا : تعبَّد راهب في صومعة ستين سنة ، فنظر يوماً في غب سماء فقال : لو نزلت فإني لا أرى أحداً فشربت من الماء وتوضأت ثم رجعت إلى مكاني ، فتعرضت له امرأة فتكشفت له ، فلم يملك نفسه إن وقع عليها ، فدخل بعض تلك الغدران يغتسل فيه ، وأدركه الموت وهو على تلك الحال ، ومر به سائل فأومأ إليه أن خذ الرغيف رغيفاً كان في كسائه ، فأخذ المسكين الرغيف ومات ، فجيء بعمل ستين سنة فوضع في كفة ، وجيء بخطيئته فوضعت في كفة ، فرجحت بعمله حتى جيء بالرغيف ، فوضع مع عمله فرجح بخطيئته .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان . سبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، وفرط صالح يفرطه المسلم » .

وأخرج أبو يعلى وابن حبان عن عمرو بن حريث « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما أنفقت عن خادمك من عمله كان لك أجره في موازينك » .

وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به ومن لم يفعل فهو أفضل ، لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال » .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن المسيب أنه كره المنديل بعد الوضوء ، وقال : هو يوزن .

وأخرج الترمذي والبيهقي في شعب الإِيمان عن الزهري قال : إنما كره المنديل بعد الوضوء لأن كل قطره توزن .

وأخرج المرهبي في فضل العلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودماء الشهداء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء » .

وأخرج الديلمي من حديث ابن عمر وابن عمرو . مثله .

وأخرج عبد البر في فضل العلم عن إبراهيم النخعي قال : يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة فيخف ، فيجاء بشيء أمثال الغمام فيوضع في كفة ميزانه فترجح ، فيقال له : أتدري ما هذا ؟ فيقول : لا . فيقال له : هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس .

وأخرج ابن المبارك في الزهد عن حماد بن أبي سليمان قال : يجيء رجل يوم القيامة فيرى عمله محتقراً ، فبينما هو كذلك إذ جاءه مثل السحاب حتى يقع في ميراثه ، فيقال : هذا ما كنت تعلم الناس من الخير فورث بعدك فأجرت فيه .

وأخرج ابن المبارك عن أبي الدرداء قال : من كان الأجوفان همه خسر ميزانه يوم القيامة .

وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن ليث قال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام : أمة محمد أثقل الناس في الميزان ، ذلت ألسنتهم بكلمة ثقلت على من كان قبلهم : لا إله إلا الله .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أيوب قال : سمعت من غير واحد من أصحابنا : أن العبد يوقف على الميزان يوم القيامة فينظر في الميزان ، وينظر إلى صاحب الميزان فيقول صاحب الميزان : يا عبد الله أتفقد من عملك ذلك شيئاً ؟ فيقول : نعم . فيقول : ماذا ؟ فيقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . فيقول صاحب الميزان : هي أعظم من أن توضع في الميزان . قال موسى بن عبيدة : سمعت أنها تأتي يوم القيامة تجادل عمن كان يقولها في الدنيا جدال الخصم .

وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي الأزهر زهير الأنماري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال « اللهمَّ أغفر لي ، وأخسَّ شيطاني ، وفكَّ رهاني ، وثَقِّلْ ميزاتي ، واجعلني في النديّ الأعلى » .