ويشبه أن يكون قوله تعالى : { فمن ثقلت موازينه } { ومن خفّت موازينه } على التمثيل ، ليس على تحقيق الثّقل{[8106]} والخفّة ، ولكن على الوصف بالعظم لأعمال المؤمنين وبالخفّة والتلاشي لأعمال الكافرين ؛ لأن الله عز وجل ضرب لأعمال المؤمنين المثل بالشيء الثابت والطيّب ، ووصف أعمالهم بالثبات والقرار فيه ، وضرب لأعمال الكافرين المثل ، وشبّهها بالشيء التافه ، ووصفها بالبطلان والتلاشي كقوله تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء } [ إبراهيم : 24 ] .
وصف أعمالهم بالطيّب والثبات والقرار ، ووصف أعمال الكافرين بالخبث والتلاشي والبطلان كقوله تعالى : { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار } [ إبراهيم : 26 ] . وكقوله{[8107]} تعالى في آية أخرى : { والبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } [ الأعراف : 58 ] . وكقوله{[8108]} تعالى : { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا } [ النور : 39 ] وكقوله تعالى : { فأما الزّبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } [ الرعد : 17 ] ونحوه من الآيات وصف أعمال المؤمنين بالثبات والقرار وأعمال الكفرة بالذهاب والبطلان .
فعلى ذلك قوله تعالى : { فمن ثقلت موازينه } وصف بالعظم والقرار والثبات { ومن خفّت موازينه } وصف بالبطلان والتلاشي [ حتى لا ]{[8109]} يكون لهم من الخيرات شيء ينتفعون به{[8110]} في الآخرة ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.