الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ} (9)

ومعنى : { [ و ]{[22988]}من خفت موازينه }[ 12 ] .

أي : من خفت موازين أعماله الصالحة{[22989]} ، فلم تثقل{[22990]} بالتوحيد لله ، والإيمان برسوله{[22991]} .

{ فأولئك الذين خسروا أنفسهم }[ 12 ] .

أي : غبنوا{[22992]} أنفسهم حظوظها من الثواب .

{ بما كانوا بآياتنا يظلمون }[ 12 ] .

الظلم هنا : الجحود لآيات الله{[22993]} .

قال سلمان الفارسي : يوضع الميزان يوم القيامة ، ولو وضع في كفته{[22994]} السموات والأرض لوسعتها ، فتقول الملائكة : ربنا ما هذا ؟ فيقول تعالى : أزن{[22995]} به لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : ربنا ما عبدناك حق عبادتك{[22996]} .

وقال مجاهد : " الميزان " هنا : الحسنات والسيئات نفسها{[22997]} .

وقيل " الميزان " : الكتاب الذي فيه أعمال الخلق{[22998]} .

والذي جاءت به الآثار أنه " الميزان " المعروف{[22999]} .

{ يومئذ الحق } ، وقف حسن{[23000]} .


[22988]:ساقطة من: الأصل، و: ج.
[22989]:في الأصل: الصالحات، وأثبت ما في ج، وجامع البيان 12/315.
[22990]:في الأصل: "يثقل" بياء مثناة من تحت، وهو تصحيف. وطمست الأرضة النقط في ج. والتصويب من جامع البيان 12/315.
[22991]:في ج، رسله، ولفظ الأصل، ورد في جامع البيان 12/315.
[22992]:في الأصل: عينوا بعين مهملة، وهو تصحيف، والتصويب من ج، وجامع البيان 12/315.
[22993]:أشباه ونظائر الثعالبي 203، ووجوه ونظائر الدامعاني 310، ووجوه ونظائر ابن الجوزي 428.
[22994]:بكسر الكاف وفتحها، المختار/كف.
[22995]:في الأصل: أزز، بزايين معجمتين، وهو تحريف.
[22996]:مختصر تفسير ابن سلام (ت200هـ)، لابن زمنين (ت399هـ) حسب محقوق تفسير هود ابن محكم الهواري 2/7. والنص مثبت هناك في الهامش. وينظر: الدر المنثور3/419،420.
[22997]:تفسير القرطبي7/107، والمحرر الوجيز 2/376، بلفظ "..أن الموازين الحسنات نفسها".
[22998]:معاني القرآن للزجاج 2/319، وتفسير القرطبي7/107.
[22999]:وهو رأي جمهور علماء الأمة، الذين أخذوا بظواهر النصوص القرآنية والحديثية الواردة في شأن "الميزان" من غير تأويل، لأن: "القول في "الميزان" هو من عقائد الشرع الذي لم يعرف إلا سمعا، وإن فتحنا فيه باب المجاز، غمرتنا أقوال الملاحدة والزنادقة، في أن "الميزان" و"الصراط" و"الجنة" و"النار" و"الحشر". ونحو ذلك، إنما هي ألفاظ يراد بها غير الظاهر، كما يقول ابن عطية في المحرر الوجيز 2/375. وينظر: جامع البيان 12/311، ومعاني القرآن للزجاج 2/219، وزاد المسير 3/170، وتفسير القرطبي 7/107، والبحر المحيط 4/270، وفتح القدير 2/190.
[23000]:المقصد 143، ومنار الهدى 143.