البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ} (9)

وكذلك ومن خفّت كفّة حسناته و { الوزن } مبتدأ وخبره ظرف الزمان والتقدير والوزن كائن يوم أن نسألهم ونقّص عليهم وهو يوم القيامة و { الحقّ } صفة للوزون ويجوز أن يكون { يومئذ } ظرفاً للوزن معمولاً له و { الحقّ } خبر ويتعلّق { بآياتنا } بقوله { يظلمون } لتضمّنه معنى يكذّبون أو لأنها بمعنى يجحدون وجحد تعدّى بالباء قال : { وجحدوا بها } والظاهر أنّ هذا التقسيم هو بالنسبة للمؤمنين من أطاع ومن عصى وللكفّار فتوزن أعمال الكفار .

وقال قوم : لا ينصب لهم ميزان ولا يحاسبون لقوله { وقدّمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } وإنما توزن أعمال المؤمن طائعهم وعاصيهم .