المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

6- لم تؤمن قبلهم أمة من الأمم التي أهلكناها بعد أن كذبت بالمعجزات المادية ، فهل يؤمن هؤلاء إذا جاءهم ما يطلبون ؟ ! .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : { ما آمنت قبلهم }

أي : قبل مشركي مكة ، { من قرية } أي من أهل قرية أتتهم الآيات { أهلكناها } أهلكناهم بالتكذيب ، { أفهم يؤمنون } إن جاءتهم آية ، معناه : أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أفيؤمن هؤلاء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قال الله : { مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } أي : بهذه الآيات المقترحة ، وإنما سنته تقتضي أن من طلبها ، ثم حصلت له ، فلم يؤمن أن يعاجله بالعقوبة . فالأولون ما آمنوا بها ، أفيؤمن هؤلاء بها ؟ ما الذي فضلهم على أولئك ، وما الخير الذي فيهم ، يقتضي الإيمان عند وجودها ؟ وهذا الاستفهام بمعنى النفي ، أي : لا يكون ذلك منهم أبدا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ولقد جاءت الخوارق من قبل ، فلم يؤمن بها من جاءتهم ، فحل بهم الهلاك ، وفقا لسنة الله التي لا تتخلف في إهلاك من يكذبون بالخوارق :

( ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ) . .

ذلك أن من يبلغ به العناد ألا يؤمن بالخارقة المادية المحسوسة ، لا يبقى له عذر ، ولا يرجى له صلاح . فيحق عليه الهلاك .

ولقد تكررت الآيات ، وتكرر التكذيب بها ، وتكرر كذلك إهلاك المكذبين . . فما بال هؤلاء سيؤمنون بالخارقة لو جاءتهم ؛ وهم ليسوا سوى بشر كهؤلاء الهالكين !

( أفهم يؤمنون ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

أي ما آتينا قرية من القرى التي بعث فيهم الرسل آية على يدي نبيها فآمنوا بها بل كذبوا ، فأهلكناهم بذلك أفهؤلاء يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك ؟ كلا ، بل { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم } هذا كله وقد شاهدوا من الآيات الباهرات والحجج القاطعات والدلائل البينات على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أظهر وأجلى وأبهر وأقطع وأقهر مما شوهد مع غيره من الأنبياء ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

/خ6

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

وقوله تعالى : { ما آمنت قبلهم } مقدراً كلام يدل عليه المعنى ، تقديره والآية التي طلبوا عادتنا أن القوم إن كفروا بها عاجلناهم . وما آمنت قرية من القرى التي نزلت بها هذه النازلة ، أفهذه كانت تؤمن ؟ وقوله تعالى : { أهلكناها } جملة في موضع الصفة ل { قرية } والجملة إذا اتبعت النكرات فهي صفة لها وإذا اتبعت المعارف فهي أحوال منها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ما ءامنت}: ما صدقت بالآيات {قبلهم} يعني: قبل كفار مكة {من قرية أهلكناها} بالعذاب في الدنيا، يعني: كفار الأمم الخالية.

{أفهم يؤمنون}، يعني: كفار مكة، أفهم يصدقون بالآيات، فقد كذبت بها الأمم الخالية من قبلهم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ما آمن من قبل هؤلاء المكذّبين محمدا من مشركي قومه الذين قالوا فليأتنا محمد بآية كما جاءت به الرسل قبله من أهل قرية عذّبناهم بالهلاك في الدنيا، إذ جاءهم رسولنا إليهم بآية معجزة.

"أفَهُمْ يُؤْمِنُونَ" يقول: أفهؤلاء المكذّبون محمدا السائلوه الآية يؤمنون به إن جاءتهم آية، ولم تؤمن قبلهمْ أسلافهم من الأمم الخالية التي أهلكناها برسلها مع مجيئها...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{أفهم يؤمنون} أي لا يؤمن هؤلاء، وإن أتاهم بآية فإنهم لا يؤمنون كما لم يؤمن أولئك المتقدمون، لأنهم يسألون سؤال عناد ومكابرة لا سؤال استرشاد واستهداء...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أي إنا أظهرنا الآيات التي اقترحوها على الأمم الماضية، فلم يؤمنوا عندها، فأهلكناهم، فهؤلاء أيضا لا يؤمنون لو أنزلنا ما أرادوه. وأراد الله بهذا الاحتجاج عليهم أن يبين أن سبب مجيئ الآيات ليس لأنه سبب يؤدي إلى إيمان هؤلاء، وإنما مجيئها لما فيها من اللطف والمصلحة، بدلالة أنها لو كانت سببا لإيمان هؤلاء لكانت سببا لإيمان أولئك، فلما بطل أن تكون سببا لإيمان أولئك، بطل أن تكون سببا لإيمان هؤلاء على هذا الوجه. وقيل: إن معناه: إنا لما أظهرنا الآيات التي اقترحوها على الأمم الماضية، فلم يؤمنوا أهلكناهم، فلو أظهرنا على هؤلاء مثلها لم يؤمنوا وكانت تقتضي المصلحة أن نهلكهم. ومثله قوله (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة...) [الإسراء 59]...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ} فيه أنهم أعتى من الذين اقترحوا على أنبيائهم الآيات وعاهدوا أنهم يؤمنون عندها، فلما جاءتهم نكثوا و خالفوا، فأهلكهم الله. فلو أعطيناهم ما يقترحون لكانوا أنكث وأنكث.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... قال الحسن رحمه الله تعالى: إنهم لم يجابوا لأن حكم الله تعالى أن من كذب بعد الإجابة إلى ما اقترحه من الآيات فلا بد من أن ينزل به عذاب الاستئصال وقد مضى حكمه في أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بخلافه فلذلك لم يجبهم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أشار سبحانه إلى فساد طعنهم بما جعله هباء منثوراً،... أتبعه بيان ما عليهم فيه، فبين أولاً أن الآيات تكون سبباً للهلاك، فقال جواباً لمن كأنه قال: رب أجبهم إلى ما اقترحوه ليؤمنوا: {ما ءامنت} أي بالإجابة إلى الآيات المقترحات.، ولما كان المراد استغراق الزمان، جرد الظرف عن الخافض فقال: {قبلهم} أي قبل كفار مكة المقترحين عليك، وأعرق في النفي فقال: {من قرية} ولما كان المقصود التهويل في الإهلاك، كان إهلاك القرية دالاً على إهلاك أهلها من غير عكس، دل على إهلاك جميع المقترحين تحذيراً من مثل حالهم بوصفها بقوله في مظهر العظمة المقتضي لإهلاك المعاندين: {أهلكناها} أي على كثرتهم {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} [الإسراء: 17]، {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} [الشعراء: 208]، {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} [الإسراء: 15] "و ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر "وأشار بذلك إلى أنه لم يسلم عند البأس إلا قرية واحدة، وهم قوم يونس لأنهم آمنوا عند رؤية المخايل وقبل الشروع في الإهلاك، وهو إشارة إلى أن سبب الإيمان مشيئته سبحانه لا الآيات. ولما كانوا كمن قبلهم إن لم يكونوا دونهم، حسُن الإنكار في قوله: {أفهم يؤمنون} أي كلا! بل لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم حين لا ينفع الإيمان، وقد قضينا في الأزل أن لا نستأصل هذه الأمة إكراماً لنبيها، فنحن لا نجيبهم إلى المقترحات لذلك...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

... وإنما أمسك الله الآيات الخوارق عن مشركي مكة لأنه أراد استبقاءهم ليكون منهم مؤمنون وتكون ذرياتهم حملة هذا الدين في العالم، ولو أرسلت عليهم الآيات البينة لكانت سنة الله أن يعقبها عذاب الاستئصال للذين لا يؤمنون بها.