الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ثم قال تعالى ذكره : { ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها }[ 6 ] .

في هذه الآية بيان لإثبات القدر ، لأن المعنى : أن امتناع من تقدم من الكفار من الإيمان حتى هلكوا لا يوجب امتناع من بعدهم ، لكن كل ذلك بقدر من الله جل ذكره ، وتحقيق المعنى على قول المفسرين ، ما آمن قبل هؤلاء الذين كذبوا محمدا من أهل قرية عذبناها بالهلاك في الدنيا إذ كفروا بعد مجيء الآية .

{ أفهم يومنون } استفهام معناه التقرير . أي : فهؤلاء المكذبون محمدا السائلون الآية ، يؤمنون{[45750]} إن جاءتهم آية . فلم يبعث الله تعالى إليهم آية لعلمه{[45751]} أنهم يكذبون بها ، فيجب عليهم حلول العذاب . وقد تقدم في علمه أن ميعادهم الساعة .

قال تعالى : { بل الساعة موعدهم }{[45752]} . فلما كان أمر هذه الأمة وعقوبتها ، أخرها الله إلى قيام الساعة ، لم يرسل إليها{[45753]} آية مما اقترحوا به من الآيات التي توجب حلول العذاب عليها إذ كفرت بعد ذلك كما فعل بالأمم الماضية .


[45750]:ز: ألا يؤمنون.
[45751]:ز: لعلمهم (تحريف).
[45752]:القمر آية 46.
[45753]:ز: إليهم.