فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

فقال الله مجيباً لهم : { مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِن قَرْيَةٍ } أي قبل مشركي مكة ، ومعنى { من قرية } : من أهل قرية ، ووصف القرية بقوله : { أهلكناها } أي أهلكنا أهلها ، أو أهلكناها بإهلاك أهلها . وفيه بيان أن سنّة الله في الأمم السالفة أن المقترحين إذا أعطوا ما اقترحوه ثم لم يؤمنوا نزل بهم عذاب الاستئصال لا محالة ، و«من » في { من قرية } مزيدة للتأكيد . والمعنى : ما آمنت قرية من القرى التي أهلكناها بسبب اقتراحهم قبل هؤلاء ، فكيف نعطيهم ما يقترحون ، وهم أسوة من قبلهم ، والهمزة في { أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } للتقريع والتوبيخ ، والمعنى : إن لم تؤمن أمة من الأمم المهلكة عند إعطاء ما اقترحوا ، فكيف يؤمن هؤلاء لو أعطوا ما اقترحوا .

/خ9