{ بل قالوا أضغاث أحلام } إضراب وانتقال من بيان افترائهم السابق إلى بيان افتراء آخر ، فلم يكتفوا باستنكار أن يرسل برسالة من الله مع أنه بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، ولكن أضافوا إلى هذا زعما باطلا أن القرآن تخاليط أحلام ؛ ثم أضربوا البهتان الذي ادعوه ، وقالوا : { بل افتراه } بل اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه ؛ ثم اضطربوا فقالوا : { بل هو شاعر } يقص علينا أخيلة وأوهاما ليست من الحقيقة في شيء ، { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } ليطالعنا بمعجزة إن كان صادقا في ادعاء النبوة حتى نعلم أنه نبي ، كما كان الأنبياء السابقون يجيئون أقوامهم بخوارق العادات إثباتا لصحة نبوتهم ، كما جاء صالح قومه بالناقة ، وجاء موسى بتسع معجزات ، وجاء عيسى بإبراء الأكمة والأبرص وغيرهما ؛ { فليأتنا بآية } جواب شرط محذوف يفصح عنه السياق كأنه قيل : وإن لم يكن كما قلنا بل كان رسولا من الله عز وجل كما يقول { فليأتنا بآية } { ما آمنت قبلهم من قرية } كلام مستأنف مسوق لتكذيبهم فيما ينبئ عنه خاتمة مقالهم من الوعد الضمني بالإيمان عند إتيان الآية المقترحة ، وبيان أنهم في اقتراح ذلك كالباحث عن حتفه بظلفه ، وأن في ترك الإجابة إليه إبقاء عليهم ، كيف لا ! ولو أعطوا ما اقترحوه مع عدم إيمانهم قطعا لاستأصلوا ، لجريان سنة الله تعالى شأنه في الأمم السالفة على استئصال المقترحين منهم إذا أعطوا ما اقترحوه ثم لم يؤمنوا ، وقد سبقت كلمته سبحانه أن هذه الأمة لا يعذبون بعذاب الاستئصال . . . { من قرية } على حذف المضاف ، أي : من أهل قرية و{ من } مزيدة لتأكيد العموم ، وما بعدها في محل رفع على الفاعلية ؛ وقوله سبحانه : { أهلكناها } في محل جر أو رفع صفة { قرية } والمراد : أهلكناها بإهلاك أهلها لعدم إيمانهم بعد مجيء ما اقترحوه . . . . والهمزة في قوله سبحانه : { أفهم يؤمنون } لإنكار الوقوع ، والفاء للعطف . . . على{ ما آمنت } على أن الفاء متقدمة على الهمزة في الاعتبار ، مفيدة لترتيب إنكار وقوع إيمانهم على عدم إيمان الأولين . {[2112]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.