البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ثم أجاب تعالى عن قولهم { فليأتنا بآية } بقوله { ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون } والمراد بهم قوم صالح وقوم فرعون وغيرهما ، ومعنى { أهلكناها } حكمنا بإهلاكها بما اقترحوا من الآيات { أفهم يؤمنون } استبعاد وإنكار أي هؤلاء أعني من الذين اقترحوا على أنبيائهم الآيات وعهدوا أنهم يؤمنون عندها ، فلما جاءتهم نكثوا فأهلكهم الله ، فلو أعطينا هؤلاء ما اقترحوا لكانوا أنكث من أولئك ، وكان يقع استئصالهم ولكن حكم الله تعالى بإبقائهم ليؤمن من آمن ويخرج منهم مؤمنين .