ولما أشار سبحانه إلى فساد طعنهم بما جعله هباء منثوراً ، وتضمن قولهم الذي سببوه عنه{[50449]} القرار بالرسل البشريين وأياتهم ، أتبعه بيان ما عليهم فيه ، فبين أولاً أن الآيات تكون سبباً للهلاك ، فقال جواباً لمن{[50450]} كأنه قال : رب أجبهم {[50451]}إلى ما{[50452]} اقترحوه ليؤمنوا : { ما ءامنت } أي بالإجابة إلى الآيات المقترحات .
{[50453]}ولما كان المراد استغراق الزمان ، جرد الظرف عن الخافض فقال{[50454]} : { قبلهم } {[50455]}أي قبل كفار مكة المقترحين عليك ، وأعرق في النفي فقال{[50456]} : { من قرية } {[50457]}ولما كان المقصود التهويل في الإهلاك ، وكان إهلاك القرية دالاً على إهلاك أهلها من غير عكس{[50458]} ، دل على إهلاك جميع المقترحين تحذيراً من مثل حالهم بوصفها بقوله {[50459]}في مظهر العظمة المقتضي{[50460]} لإهلاك المعاندين : { أهلكناها } أي على كثرتهم
{ وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح }[ الإسراء : 17 ] ، { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون }[ الشعراء : 208 ] ، { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }[ الإسراء : 15 ] " و{[50461]}ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر " وأشار بذلك{[50462]} إلى أنه لم يسلم عند البأس إلا قرية واحدة وهم قوم يونس لأنهم آمنوا عند رؤية المخايل{[50463]} وقيل الشروع في الإهلاك ، وهو إشارة إلى أن سبب الإيمان مشيئته سبحانه لا الآيات{[50464]} .
ولما كانوا كمن قبلهم إن لم يكونوا دونهم ، حسن الإنكار في قوله : { أفهم يؤمنون* } أي كلا ! بل لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم حين لا ينفع الإيمان ، {[50465]}وقد قضينا في الأزل أن لا نستأصل هذه الأمة إكراماً لنبيها ، فنحن لا نجيبهم إلى المقترحات لذلك{[50466]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.