المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

30- قل : أخبروني إن أصبح ماؤكم ذاهباً في الأرض ، لا تصلون إليه بأي سبب ، فمَن غير الله يأتيكم بماء ظاهر متدفق ، يصل إليه كل من أراده ؟ ! .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

{ قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً } أي : غائراً ذاهباً في الأرض ، لا تناله الأيدي والدلاء . قال الكلبي ومقاتل : يعني ماء زمزم ، { فمن يأتيكم بماء معين } ظاهر تراه العيون ، وتناله الأيدي والدلاء . وقال عن ابن عباس : معين أي جار .

ختام السورة:

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني أبو الحسن الفارسي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد ، حدثنا أبو يحيى البزاز ، حدثنا محمد ابن يحيى ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران ، عن قتادة ، عن ابن عباس الجشمي ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة ، وهي سورة تبارك " .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

ثم أمر - سبحانه - صلى الله عليه وسلم للمرة السادسة ، أن يذكرهم بنعمة الماء الذي يشربونه فقال : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } .

وقوله { غَوْراً } مصدر غارَت البئر ، إذا نضب ماؤها وجف . يقال : غار الماء يغورُ غورا ، إذا ذهب وزال . .

والمعين : هو الماء الظاهر الذي تراه العيون ، ويسهل الحصول عليه ، وهو فعيل من معن إذا قرب وظهر .

أي : وقل لهم - أيها الرسول الكريم - على سبيل التوبيخ وإلزام الحجة : أخبروني إن أصبح ماؤكم غائرا في الأرض ، بحيث لا يبقى له وجود أصلا . فمن يستطيع أن يأتيكم بماء ظاهر على وجه الأرض ، تراه عيونكم ، وتستعملونه في شؤونكم ومنافعكم .

إنه لا أحد يستطيع ذلك إلا الله - تعالى - وحده ، فعليكم أن تشكروه على نعمه ، لكي يزيدكم منها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مّعِينٍ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قُل يا محمد لهؤلاء المشركين : أرأَيْتُمْ أيها القوم العادلون بالله ، إن أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرا ، يقول : غائرا لا تناله الدلاءن فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ، يقول : فمن يجيئكم بماء معين ، يعني بالمعين : الذي تراه العيون ظاهرا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِين ، يقول : بماء عذب .

حدثنا ابن عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثني عبيد بن قاسم البزاز ، قال : حدثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جُبير في قوله : إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرا ، لا تناله الدلاء ، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ، قال : الظاهر .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : قُلْ أرأيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرا : أي ذاهبا ، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَعِينٍ ، قال : الماء المعين : الجاري .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : ماؤُكُمْ غَوْرا ذاهبا ، فَمَنْ يَأَتِيكُمْ بمَاءٍ مَعِين جارِ .

وقيل غورا ، فوصف الماء بالمصدر ، كما يقال : ليلة غم ، يراد : ليلة غامة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

{ قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا } غائرا في الأرض بحيث لا تناله الدلاء ، مصدر وصف به . { فمن يأتيكم بماء معين } جار أو ظاهر سهل المأخذ .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

ثم وقفهم تعالى على مياههم التي يعيشون منها إن غادرت أي ذهبت في الأرض ، ومن يجيئهم بماء كثير واف ، والغور : مصدر يوصف به على معنى المبالغة ، ومنه قول الأعرابي : وغادرت التراب مورا والماء غورا .

والمعين : فعيل من معن الماء إذا كثر ، أو مفعول من العين ، أي جار كالعين ، أصله معيون ، وقيل هو من العين ، لكن من حيث يرى بعين الإنسان ، لا من حيث يشبه بالعين الجارية ، وقال ابن عباس : { معين } عذب ، وعنه في كتاب الثعلبي : { معين } جار ، وفي كتاب النقاش : { معين } ظاهر ، وقال بعض المفسرين وابن الكلبي : أشير في هذا الماء إلى بئر زمزم ، وبئر ميمون ، ويشبه أن تكون هاتان عظم ماء مكة ، وإلا فكانت فيها بئار كثيرة ، كخم والجفر وغيرهما . والله المستعان .