الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

- ثم قال تعالى : ( قل ارايتم إن أصبح ماؤكم غورا {[69474]} . . . )[ 30 ] .

أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أرأيتم أيها القوم العادلون عن الحق إن أصبح ( ماؤكم غائرا ] {[69475]} لا تناله {[69476]} الدلاء ، فمن ذا الذي يأتيكم {[69477]} بماء معين غير الله ؟ ! أي : بماء تراه العيون ظاهرا {[69478]} .

وقال ابن عباس : بماء معين : " بماء عذب " {[69479]} .

وقال ابن جبير : بماء ظاهر {[69480]} .

وقال قتادة : المعين : الجاري ، وغورا : ذاهبا ، وكذلك قال الضحاك {[69481]} .

وقال بعض النحويين : يجوز أن يكون " معين " فعيلا من معن الماء إذا كثر ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول . والأصل فيه معيون ، مثل مبيع . فيكون معناه على هذا بماء يُرى {[69482]} بالأعين {[69483]} .


[69474]:- تمام الآية:( فمن ياتيكم بماء معين).
[69475]:- م: ماؤكم غورا غائرا. ووصف الماء في الآية بالمصدر" غورا" وهو بمعنى غائر, انظر معاني الأخفش 2/712. وقال الفراء في معانيه 3/172:" العرب تقول: ماء غور وبئر غور وماءان غور, ولا يثنون ولا يجمعون". وانظر: الغريب لابن قتيبة: 476, ومعاني الزجاج 5/201.
[69476]:- أ: لا يناله.
[69477]:-أ: فمن هو الذي: ث: فمن الذي.
[69478]:- ث: طاهرا. و انظر جامع البيان 29/13.
[69479]:- انظر المصدر السابق والدر 8/239
[69480]:- انظر جامع البيان 29/13., والدر 8/239, وهو قول ابن قتيبة في الغريب 476.
[69481]:- انظر جامع البيان 29/13.
[69482]:- ث: بما يرا.
[69483]:- هذا كلام النحاس في إعرابه 4/474. وأشار محققه في الهامش إلى أن في إحدى النسخ لهذا الكتاب هذه الزيادة" وهذا قول الخليل".