بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

{ قُلْ أَرَأيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } يعني : إن صار ماؤكم غائراً ، لا تناله الأيدي ولا الدلاء . { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ } يعني : بماء طاهر . والغور والغائر ، يقال : ماء غور . ومياه غور وهو مصدر لا يثنى ولا يجمع . وقال مجاهد : { بِمَاء مَّعِينٍ } يعني : جار . وروى عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني : الظاهر . وروى أبو هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «سُورَةٌ فِي القُرْآنِ ثَلاَثُونَ ، شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ . { تبارك الذي بيده الملك » .

وروى زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : يؤتى بالرجل في قبره من قبل رأسه ، فيقول له : ليس لك علي من سبيل . قد كان يقرأ علي سورة الملك ، فيؤتى من قبل رجليه ، فيقول : ليس لك علي سبيل . كان يقوم بسورة الملك ، فيؤتى من قبل جوفه ، فيقول : ليس لك علي سبيل . قد أوعاني سورة الملك ، قال : وهي المنجية تنجي صاحبها من عذاب القبر . وروى ابن الزبير ، عن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سورة { الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه } و { تَبَارَكَ الذي بِيَدِهِ الملك } ؛ والله أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .