لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ} (30)

ثم ذكرهم ببعض نعمه عليهم على طريق الاحتجاج فقال تعالى : { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم } قيل يريد ماء زمزم ، وقيل غيرها من المياه { غوراً } أي غائراً ذاهباً في الأرض لا تناله الأيدي ولا الدلاء . { فمن يأتيكم بماء معين } أي ظاهر تراه العيون وتناله الأيدي والدلاء ، وقال ابن عباس : معين أي جار . والمقصود من الآية ، أن يجعلهم مقرين ببعض نعمه عليهم ، ويريهم قبح ما هم عليه من الكفر . والمعنى أخبروني إن صار ماؤكم ذاهباً في الأرض ، فمن يأتيكم بماء معين ؟ فلا بد أن يقولوا هو الله تعالى ، فيقال لهم حينئذ ، فلم تجعلون معه من لا يقدر على شيء أصلاً ، شريكاً له في العبودية ؟ فهذا محال ، والله أعلم .