المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

7 - واعلموا - أيها المؤمنون - أن فيكم رسول الله فاقْدروه حق قدْره واصْدقوه ، لو يطيع ضعاف الإيمان منكم في كثير من الأمور ، لوقعتم في المشقة والهلاك ، ولكن الله حبَّب في الكاملين منكم الإيمان ، وزيَّنه في قلوبكم ، فتصَونوّا عن تزيين ما لا ينبغي ، وبغَّض إليكم جحود نعم الله ، والخروج عن حدود شريعته ومخالفة أوامره ، أولئك هم - وحدهم - الذين عرفوا طريق الهدى وثبتوا عليه تفضلا كريماً ، وإنعاماً عظيماً من الله عليهم ، والله محيط علمه بكل شيء ، ذو حكمة بالغة في تدبير كل شأن .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

ولما ذكر التحبيب والتزيين والتكريه وما أنتجه من الرشاد ، ذكر علته إعلاماً بأنه تعالى لا يحب عليه شيء حثاً على الشكر فقال : { فضلاً } أي زيادة وتطولاً وامتناناً عظيماً جسيماً ودرجة عالية { من الله } الملك الأعظم الذي بيده كل شيء { ونعمة } أي-{[60800]} وعيشاً حسناً ناعماً وخفضاً{[60801]} ودعة وكرامة .

ولما كان التقدير : فالله منعم بفضل ، بيده كل ضر ونفع ، عطف عليه قوله : { والله } أي المحيط بصفات الكمال { عليم } أي محيط العلم ، فهو يعلم أحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل { حكيم * } بالغ الحكمة ، فهو يضع الأشياء في أوفق محالها وأتقنها ، فلذلك وضع نعمته من الرسالة والإيمان على حسب علمه وحكمته{[60802]} .


[60800]:زيد من مد.
[60801]:من مد، وفي الأصل: خصيبا.
[60802]:من مد، وفي الأصل: حكمه.