محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

{ فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 8 } .

{ فضلا من الله ونعمة } أي إحسانا منه ، ونعمة أنعمها عليكم . قال القاشانيّ : كان فضلا بعنايته بهم في الأزل ، المقتضية للهداية الروحانية الاستعدادية المستتبعة لهذه الكمالات في الأبد . ونعمة بتوفيقه إياهم للعمل بمقتضى تلك الهداية الأصلية ، وإعانته بإفاضة الكمالات المناسبة لاستعداداتهم ، حتى اكتسبوا ملكة العصمة الموجبة لكراهة المعصية . وهو تعليل ل { حبّب } و { كرّه } وما بينهما اعتراض ، أو نصب بفعل مضمر ، أي جرى ذلك فضلا ، أو يبتغون فضلا .

{ والله عليم حكيم } أي ذو علم بالمحسن والمسيء ، وحكمة في تدبير خلقه ، وتصريفهم فيما شاء من قضائه .