الآية 8 فذلك قوله تعالى : { فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم } .
ثم قالت المعتزلة في قوله تعالى : { حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم } وما ذكر ؛ يقولون : لم يحبّب الإيمان إلى هؤلاء إلا وقد حبّب مثله إلى جميع الكفار ، وكذلك لم يُكرّه الكفر إلى هؤلاء إلا وقد كرّهه إلى جميع الناس . لكن المراد [ بتخصيص ]{[19660]} هؤلاء بما ذكر من التحبيب إليهم الإيمان وتكريه الكفر ، هو اختصاصهم بما وعد من الثواب في الجزاء الجزيل على الإيمان والمواعيد الشديدة ، فحبّبه ، وزيّنه في قلوبهم بما وعد لهم من الثواب ، وكرّه الكفر والعصيان إليهم بما أوعد على ذلك من العذاب العظيم .
لكن هذا فاسد لأنه ليس مؤمن به صار حبّ الإيمان في قلبه لما ذكروا من الثواب والجزاء ، ولا كافر أسلم حين يخطُر ثواب الإيمان في قلبه حتى يكون إسلامه لذلك ، بل كان في قلبه بعض الإيمان قبل الإسلام . فإذا أسلم وجد حبّه في قلبه وكراهة الكفر ليعلم أن ذلك بلُطفٍ من الله تعالى كان عنده ، فإذا أعطاه صار ما ذكر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.