تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

الآية 8 فذلك قوله تعالى : { فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم } .

ثم قالت المعتزلة في قوله تعالى : { حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم } وما ذكر ؛ يقولون : لم يحبّب الإيمان إلى هؤلاء إلا وقد حبّب مثله إلى جميع الكفار ، وكذلك لم يُكرّه الكفر إلى هؤلاء إلا وقد كرّهه إلى جميع الناس . لكن المراد [ بتخصيص ]{[19660]} هؤلاء بما ذكر من التحبيب إليهم الإيمان وتكريه الكفر ، هو اختصاصهم بما وعد من الثواب في الجزاء الجزيل على الإيمان والمواعيد الشديدة ، فحبّبه ، وزيّنه في قلوبهم بما وعد لهم من الثواب ، وكرّه الكفر والعصيان إليهم بما أوعد على ذلك من العذاب العظيم .

لكن هذا فاسد لأنه ليس مؤمن به صار حبّ الإيمان في قلبه لما ذكروا من الثواب والجزاء ، ولا كافر أسلم حين يخطُر ثواب الإيمان في قلبه حتى يكون إسلامه لذلك ، بل كان في قلبه بعض الإيمان قبل الإسلام . فإذا أسلم وجد حبّه في قلبه وكراهة الكفر ليعلم أن ذلك بلُطفٍ من الله تعالى كان عنده ، فإذا أعطاه صار ما ذكر ، والله أعلم .


[19660]:ساقطة من الأصل وم.