المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

123- أمر الله آدم وزوجه أن يخرجا من الجنة ويهبطا إلي الأرض ، وأخبرهما سبحانه بأن العداوة ستكون في الأرض بين ذريتهما ، وأنه سبحانه سيمدهم بالهدى والرشاد ، فمن اتَّبع منهم هدى الله فلا يقع في المآثم في الدنيا ، ولا يشقى بالعذاب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

يقول تعالى لآدم وحواء وإبليس : اهبطوا منها جميعًا ، أي : من الجنة كلكم . وقد بسطنا ذلك في سورة البقرة " .

{ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } قال : آدم وذريته ، وإبليس وذريته .

وقوله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } قال أبو العالية : الأنبياء والرسل والبيان .

{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى } قال ابن عباس : لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم مّنّي هُدًى فَمَنِ اتّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلّ وَلاَ يَشْقَىَ } .

يقول تعالى ذكره : قال الله تعالى لاَدم وحوّاء : اهْبِطَا جَمِيعا إلى الأرض بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ يقول : أنتما عدوّ إبليس وذرّيته ، وإبليس عدّوكما وعدوّ ذرّيتكما .

وقوله : " فإمّا يَأْتِيَنّكُمْ مِنّي هُدًى " يقول : فإن يأتكم يا آدم وحوّاء وإبليس مني هدى : يقول : بيان لسبيلي ، وما أختاره لخلقي من دين فَمَنِ اتّبَعَ هُدَايَ يقول : فمن اتبع بياني ذلك وعمل به ، ولم يزغ منه فَلا يَضِلّ يقول : فلا يزول عن مَحجة الحق ، ولكنه يرشد في الدنيا ويهتدي وَلا يَشْقَى في الاَخرة بعقاب الله ، لأن الله يدخله الجنة ، وينجيه من عذابه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني الحسين بن يزيد الطحان ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : تضمن الله لمن قرأ القرآن ، واتبع ما فيه أن لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى في الاَخرة ، ثم تلا هذه الاَية : " فَمَنِ اتّبَعَ هَدَايَ فَلا يَضُلّ وَلا يَشْقَى " .

حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : حدثنا حكام الرازيّ ، عن أيوب بن موسى ، عن مرو ، حدثنا الملائي عن ابن عباس أنه قال : إن الله قد ضمن . . . فذكر نحوه .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن أيوب بن يسار أبي عبد الرحمن ، عن عمرو بن قيس ، عن رجل عن ابن عباس ، بنحوه .

حدثنا عليّ بن سهل الرملي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد النسائي ، عن أبي سلمة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبير ، قال : قال ابن عباس : من قرأ القرآن واتبع ما فيه عصمه الله من الضلالة ، ووقاه ، أظنه أنه قال : من هول يوم القيامة ، وذلك أنه قال : " فَمَنِ اتّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلّ وَلا يَشْقَى " في الاَخرة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

{ قال اهبطا منها جميعا } الخطاب لآدم وحواء ، أو له ولإبليس ولما كانا أصلي الذرية خاطبهما مخاطبتهم فقال : { بعضكم لبعض عدو } لأمر المعاش كما عليه الناس من التجاذب والتحارب ، أو لاختلال حال كل من النوعين بواسطة الآخر ويؤيد الأول قوله : { فإما يأتينكم مني هدى } كتاب ورسول . { فمن اتبع هداي فلا يضل } في الدنيا { ولا يشقى } في الآخرة .