قوله : { قَالَ اهبطا مِنْهَا جَمِيعاً } هنا سؤال{[27250]} وهو أن قوله : { اهْبِطَا } إما أن يكون خطاباً{[27251]} مع شخصين أو أكثر ، فإن كان خطاباً مع شخصين فكيف قال بعده : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } وهو خطاب الجمع ؟ وإن كان خطاباً مع شخصين فكيف قال : " اهْبِطَا " ؟ وأجاب أبو مسلم : بأن الخطاب لآدم ومعه ذريته ، ولإبليس ومعه ذريته ، ولكونهما جنسين صح قوله : " اهْبِطَا " ولأجل اشتمال كل من الجنسين على الكثرة صح قوله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } .
وقال الزمخشري : لما كان آدم وحواء عليهما السلام أصل{[27252]} البشر اللذين{[27253]} منهما تفرعوا أنفسُهُما ، فخوطِبَا مخاطبتهم{[27254]} ، فقيل : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } على لفظ الجماعة{[27255]} {[27256]} .
ومن قال : بأنَّ أقَلَّ الجمع اثنان ، أو بأنه يعبر عن الاثنين بلفظ الجمع ، كقوله : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا }{[27257]} فلا يحتاج إلى التأويل .
قوله : { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } تقدم تفسيره{[27258]} .
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتبع هُدَايَ } وهذا يدل{[27259]} على أن المراد الذرية والمراد بالهدى الرسل ، وقيل : الآيات والأدلة ، وقيل : القرآن{[27260]} .
" فَلاَ يَضِلُّ " في الدُّنيا ، " وَلاَ يشقى " في الآخرة ، لأنه تعالى يهديه إلى الجنة .
وقيل : لا يَضِلُّ ولا يَشْقَى في الدُّنْيَا . فإن قيل : المتبع لهدى الله قَدْ يَشْقَى في الدنيا .
فالجواب : أن المراد لا يضل في الدين ، ولا يشقى بسبب الدين ، فإن حصل بسبب آخر فلا بأس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.