فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

{ قال اهبطا منها جميعا } أي انزلا بما اشتملتما من ذريتكما من الجنة إلى الأرض والخطاب وإن كان مثنى في اللفظ لكنه في المعنى للجمع ليحصل التوفيق بين هذه الآية وآية الأعراف ، وهي قوله : قال اهبطوا ، وبالجملة خصهما الله سبحانه بالهبوط لأنهما أصل البشر .

ثم عمم الخطاب لهما ولذريتهما فقال : { بعضكم } بعض الذرية { لبعض عدو } من أجل ظلم بعضهم بعضا ، والمعنى تعاديهم في أمر المعاش ونحوه فيحدث بسبب ذلك القتال والخصام .

{ فإما يأتينكم مني هدى } بإرسال الرسل وإنزال الكتب { فمن تبع هداي } أي الكتاب والرسول ، وضع الظاهر موضع المضمر مع الإضافة إلى ضميره تعالى لتشريفه والمبالغة في إيجاب اتباعه { فلا يضل } في الدنيا { ولا يشقى } في الآخرة أخرج ابن شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة ، وذلك أن الله يقول : فمن اتبع . الآية{[1195]} ) وعن ابن عباس قال : أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ هذه الآية .


[1195]:ضعيف الجامع الصغير 5335.