المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

افتتحت هذه السورة بحرفين من الحروف المعجم على طريقة القرآن الكريم في كثير من السور ، وقد نوهت هذه السورة في كثير من آياتها بشأن القرآن الكريم وما اشتمل عليه من بشارة وإنذار . وبينت موقف المشركين منه ، من الإعراض عنه ومحاربة دعوته ، وموقف الرسول منهم الثبات على دعوته وقوله لهم : { إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد ، فاستقيموا إليه واستغفروه } وتأخذ السورة في تذكير المشركين بآيات قدرة الله تعالى في خلق السماوات والأرض ، ثم تخويفهم بما وقع لأقرب الأمم إلى ديارهم : عاد وثمود ، وتذكرهم باليوم الآخر يوم يشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ، وما يكون بينهم وبين أعضائهم من المجادلة يومئذ ، وما يدعو به الاتباع ربهم يوم القيامة : { ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين } .

وكما هي سنة الله في هذا الكتاب أنه إذا تحدث عن الكافرين تحدث عن المؤمنين ، فقد تحدثت السورة عن الذين قالوا : ربنا الله ثم استقاموا ، وما أعد لهم من نعيم مقيم ، وعقدت المقارنة بين الخير والشر : { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } .

ثم تنتقل السورة فتلفت الأنظار إلى آيات قدرة الله تعالى الدالة على إمكان البعث وإحياء الموتى . ثم تعود مرة أخرى إلى تشديد النكير على المحرفين لآيات الله وأنهم لا يخفون على الله ، وأن هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، وأن رسالة محمد ليست بدعا من الرسالات .

وتقرر السورة خلقا من أخلاق الإنسان أنه أنعم الله عليه أعرض عن الحق ، وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض .

وختمت السورة بتقرير أمرين هما أهم ما اشتملت عليه من الأعراض ، أولهما : التنويه بالقرآن الكريم وما اشتمل عليه من الحق الذي لا ريب فيه : { سنريهم في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } . وثانيهما : أن ما عليه الكافرون ما هو إلا شك في البعث حملهم على الكفر والضلال : { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ، ألا إنه بكل شيء محيط } .

1- حم حرفان من حروف المعجم افتتحت بهما السورة - كعادة القرآن في افتتاح كثير من السور - لإثارة الانتباه والتدليل على إعجاز القرآن .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة فصلت {[1]}

وهي مكية .

يقول تعالى : { حم تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يعني : القرآن منزل من الرحمن الرحيم ، كقوله تعالى : { قُلْ نزلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [ النحل : 102 ] ، وقوله : { وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } [ الشعراء : 192 - 194 ] .


[1]:زيادة من أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى :

{ حمَ } .

قال أبو جعفر : قد تقدم القول منا فيما مضى قبلُ في معنى «حم » ، والقول في هذا الموضع كالقول في ذلك .