الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 54 .

رُوِيَ أَنَّ عُتْبَةَ بْنُ رَبِيعَةَ ذَهَبَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ ليحْتَجَّ عَلَيْهِ ، وَيُبَيِّنَ لَهُ أَمْرُ مُخَالَفَتِهِ لِقَوْمِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ عُتْبَةُ مِنْ كَلاَمِهِ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرَّحِيمِ ) : { حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرحمن الرحيم * كتاب فُصِّلَتْ آياته } إلى قوله : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صاعقة مِّثْلَ صاعقة عَادٍ وَثَمُودَ } [ فصلت : 13 ] فَأُرْعِدَ الشَّيْخُ ، وقَفَّ شَعْرُهُ ، وأَمْسَكَ على فَمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَنَاشَدَهُ بِالرَّحِمِ أنْ يُمْسِكَ ، وقَالَ حِينَ فَارَقَهُ : وَاللَّهِ ، لَقَدْ سَمِعْتُ شَيْئاً مَا هُوَ بالشِّعْرِ ، وَلاَ هُوَ بِالكَهَانَةِ ، وَلاَ هُوَ بِالسِّحْرِ ، ولَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ صَاعِقَةَ الْعَذَابِ على رَأْسِي .