المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

23 - وقالوا لهم : لا تترُكنَّ عبادة آلهتكم ، ولا تترُكُنَّ ودَّا ولا سواعاً ولا يغُوثَ ويعُوقَ ونسرا - وكانت أصناماً منحوتة على صور مختلفة من الحيوان - وقد أضل هؤلاء المتبوعون كثيراً من الناس ، ولا تزد الظالمين لأنفسهم بالكفر والعناد إلا بُعداً عن الحق .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

وهكذا تلك القيادات الضالة المضللة تقيم أصناما ، تختلف أسماؤها وأشكالها ، وفق النعرة السائدة في كل جاهلية ؛ وتجمع حواليها الأتباع ، وتهيج في قلوبهم الحمية لهذه الأصنام ، كي توجههم من هذا الخطام إلى حيث تشاء ، وتبقيهم على الضلال الذي يكفل لها الطاعة والانقياد : ( وقد أضلوا كثيرا )ككل قيادة ضالة تجمع الناس حول الأصنام . . أصنام الأحجار . وأصنام الأشخاص . وأصنام الأفكار . . سواء ! ! للصد عن دعوة الله ، وتوجيه القلوب بعيدا عن الدعاة ، بالمكر الكبار ، والكيد والإصرار !

هنا انبعث من قلب النبي الكريم نوح - عليه السلام - ذلك الدعاء على الظالمين الضالين المضلين ، الماكرين الكائدين :

( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ) . .

ذلك الدعاء المنبعث من قلب جاهد طويلا ، وعانى كثيرا ، وانتهى - بعد كل وسيلة - إلى اقتناع بأن لا خير في القلوب الظالمة الباغية العاتية ؛ وعلم أنها لا تستحق الهدى ولا تستأهل النجاة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَدۡ أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا} (24)

" وقد أضلوا كثيرا " هذا من قول نوح ، أي أضل كبراؤهم كثيرا من أتباعهم ، فهو عطف على قوله : " ومكروا مكرا كبارا " . وقيل : إن الأصنام " أضلوا كثيرا " أي ضل بسببها كثير ، نظيره قول إبراهيم : " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس{[15402]} " [ إبراهيم : 36 ] فأجرى عليهم وصف ما يعقل ؛ لاعتقاد الكفار فيهم ذلك . " ولا تزد الظالمين إلا ضلالا " أي عذابا ، قاله ابن بحر . واستشهد بقوله تعالى : " إن المجرمين في ضلال وسعر{[15403]} " [ القمر : 47 ] . وقيل إلا خسرانا . وقيل إلا فتنة بالمال والولد . وهو محتمل .


[15402]:راجع جـ 9 ص 368.
[15403]:راجع جـ 17 ص 147.