المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

13- قال : إنني لأشعر بالحزن إذا ذهبتم بعيداً عنى . . وأخاف إذا أمنتكم عليه أن يأكله الذئب وأنتم في غفلة عنه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

فأجابهم بقوله : { إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ْ } أي : مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي ، لأنني لا أقدر على فراقه ، ولو مدة يسيرة ، فهذا مانع من إرساله { وَ ْ } مانع ثان ، وهو أني { أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ْ } أي : في حال غفلتكم عنه ، لأنه صغير لا يمتنع من الذئب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

{ قال إني ليحزنني أن تذهبوا به } لشدة مفارقته علي وقلة صبري عنه . { وأخاف أن يأكله الذئب } لأن الأرض كانت مذابة . وقيل رأى في المنام أن الذئب قد شد على يوسف وكان يحذره عليه ، وقد همزها على الأصل ابن كثير ونافع في رواية قالون ، وفي رواية اليزيدي وأبو عمرو وقفا وعاصم وابن عامر وحمزة درجا واشتقاقه من تذاءبت الريح إذا هبت من كل جهة . { وأنتم عنه غافلون } لاشتغالكم بالرتع واللعب أو لقلة اهتمامكم بحفظه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

وقوله تعالى : { إني ليحزنني } الآية .

قرأ عاصم وابن كثير والحسن والأعرج وعيسى وأبو عمرو وابن محيصن «ليَحزُنني » بفتح الياء وضم الزاي ، قال أبو حاتم : وقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي والإدغام ، ورواية ورش عن نافع : بيان النونين مع ضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن ، وأن الأولى فاعلة والثانية مفعولة ب { أخاف } . وقرأ الكسائي وحده : «الذيب » دون همز وقرأ الباقون بالهمز - وهو الأصل منه جمعهم إياه على ذؤبان ، ومنه تذاءبت الريح والذئاب إذا أتت من ها هنا وها هنا . وروى رش عن نافع : «الذيب » بغير همز ، وقال نصر : سمعت أبا عمرو لا يهمز ، قال : وأهل الحجاز يهم .

وإنما خاف يعقوب الذئب دون سواه ، وخصصه لأنه كان الحيوان العادي المنبت في القطر . وروي أن يعقوب كان رأى في منامه ذئباً يشتد على يوسف .

قال القاضي أبو محمد : وهذا عندي ضعيف لأن يعقوب لو رأى ذلك لكان وحياً ، فإما أن يخرج على وجهه وذلك لم يكن ، وإما أن يعرف يعقوب بمعرفته لعبارة مثال هذا المرئي ، فكان يتشكاه بعينه ، اللهم إلا أن يكون قوله : { أخاف أن يأكله الذئب } بمعنى أخاف أن يصيبه مثل ما رأيت من أمر الذئب - وهذا بعيد - وكذلك يقول الربيع بن ضبع : [ المنسرح ]

والذئب أخشاه{[6589]} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إنما خصصه لأنه كان حيوان قطره العادي ، ويحتمل أن يخصصه يعقوب عليه السلام لصغر يوسف : أي أخاف عليه هذا الحقير فما فوقه ، وكذلك خصصه الربيع لحقارته وضعفه في الحيوان ، وباقي الآية بيّن .


[6589]:هذا جزء من بيت، والشاعر هو الربيع بن ضبع الفزاري، وقال البيت يصور خشيته من الذئب جين كبر وبلغ من السن، والبت بتمامه: والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الريح والمطرا