وقوله تعالى : ( قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ) قال : إني ليحزنني عند الواقع به والغائب عنه من النعمة التي أنعم عليه لأنه كان نعمة عظيمة له . فإن النظر إليه وذكر الحزن على ما فات عنه ، وذكر الخوف لما خاف وقوعه في وقت يأتي ، وما سيقع . فهذا تفسير قوله : ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )[ البقرة : 62 ] لأنه موجود للحال غير فائت ، ( ولا خوف عليهم ) أي يخافون فوته لأن خوف فوت النعمة ينغص على صاحبه النعمة ، فأمنهم على ذلك . وهو ما ذكرنا أن الحزن يكون بالواقع للحال والخوف على ما سيقع ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وأخاف أن يأكله الذئب ) قال بعض أهل التأويل كان يعقوب/250-أ/ عليه السلام رأى في المنام أن يوسف أخذه الذئب فلذلك[ في الأصل وم : فمن ثم ] قال : ( وأخاف أن يأكله الذئب ) أو يدعه يذهب معهم . لكنه خاف عليه أكل الذئب على ما يخاف على الصبيان في المفاوز و البراري ؛ إذ الخوف على الصبيان في المفاوز والبراري ، والضياع يكون بالذئب أكثر من وجه آخر لأنه جائز أن يفترسه سبع من السباع عند معاقصة إخوته واشتغالهم بما ذكر من الاستباق ، لا يحتمل الضياع من الناس يأخذه واحد من بين نفر .
وقال بعض أهل التأويل : إن قوله ( وأخاف أن يأكله الذئب ) كناية عن بنيه ، أي أخاف أن تهلكوه ، وتضيعوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.