محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

[ 13 ] { قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون 13 } .

{ قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون } / يعني : وإن زعمتم أنكم له حافظون ، فحفظكم إنما يكون ما دمتم ناظرين إليه ، لكن لا يخلو الإنسان عن الغفلة ، فأخاف غفلتكم عنه .

قال الزمخشري : اعتذر إليهم بشيئين :

أحدهما : أن ذهابهم به ، ومفارقته إياه ، مما يحزنه ، لأنه كان لا يصبر عنه ساعة .

والثاني : خوفه عليه من عدوة الذئب إذا غفلوا عنه ، برعيهم ولعبهم ، أو قل به اهتمامهم ، ولم تصدق بحفظه عنايتهم .

قال الناصر : وكان أشغل الأمرين لقلبه خوف الذئب عليه ، لأنه مظنة هلاكه . وأما حزنه لمفارقته ريثما يرتع ويلعب ويعود سالما إليه عما قليل ، فأمر سهل . فكأنهم لم يشتغلوا إلا بتأمينه وتطمينه من أشد الأمرين عليه . انتهى أي فيما حكي عنهم بقوله : { قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون } .