الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

ثم قال تعالى حكاية عن قول يعقوب لهم : { قال إني ليحزنني }{[33726]} إلى قوله{[33727]} : { لخاسرون{[33728]} }( 13-14 ) : من همز ( الذئب ){[33729]} أخذه من قولهم : تذاءبت الريح : إذا جاءت من كل مكان{[33730]} . فهمز ( الذئب ) لأنه يجيء من كل مكان . قال ذلك أحمد بن يحيى{[33731]} كأنه شبهه{[33732]} في سرعته ، وروغانه{[33733]} بالريح .

ومن لم يهمز{[33734]} فعلى تخفيف الهمز . وقيل : إنه جعله ليس بمشتق ، مثل : الفيل ، والميل ، والكيس . وإنما خاف يعقوب عليه السلام{[33735]} ، من الذئب دون سائر السباع ، لأنه كان رأى في المنام كأن ذئبا شد على يوسف ، فخرجت تلك الرؤيا{[33736]} في دعواهم . { وأنتم عنه غافلون }[ 13 ] : أي : لا تشعرون{[33737]}


[33726]:انظر: ط: أن تذهبوا به.
[33727]:ساقط من النسختين.
[33728]:ط: الخاسرون ق: الخاسرين.
[33729]:وهي قراءة جمهور القراء سوى الكسائي، وورش، عن نافع، انظر: السبعة 345، والمحرر 9/258، وأضافها الداني، وابن زنجلة، إلى أبي عمرو، وانظر: الحجة 357، والتيسير 128.
[33730]:انظر: اللسان: ذبب.
[33731]:انظر هذا القول في: الجامع 9/92.
[33732]:ق: شهب.
[33733]:ق: ورواعته.
[33734]:وهي قراءة الكسائي وورش عن نافع. انظر: مصادرها في الهامش 11 من ص 3512.
[33735]:ط: صم.
[33736]:ذكر ابن عطية في: المحرر 9/258، أن هذا التفسير ضعيف، لأن يعقوب لو رأى ذلك لكان وحيا.
[33737]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/573.