فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ} (13)

{ لَيَحْزُنُنِى } اللام لام الابتداء ، كقوله : { إِنَّ رَبَّكَ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } [ النحل : 124 ] ودخولها أحد ما ذكره سيبويه من سبي المضارعة . اعتذر إليهم بشيئين ، أحدهما : أنّ ذهابهم به ومفارقته إياه مما يحزنه ، لأنه كان لا يصبر عنه ساعة . والثاني : خوفه عليه من عدوة الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم ولعبهم ، أوقلّ به اهتمامهم ولم تصدق بحفظه عنايتهم . وقيل : رأى في النوم أنّ الذئب قد شدّ على يوسف فكان يحذره ، فمن ثم قال ذلك فلقنهم العلة ، وفي أمثالهم : البلاء موكل بالمنطق . وقرىء : «الذئب » بالهمزة على الأصل وبالتخفيف . وقيل : اشتقاقه من تذاءبت الريح إذا أتت من كل جهة .