ثم فسر هذا النبأ فقال : { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ } أي : تملك قبيلة سبأ وهي امرأة { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } يؤتاه الملوك من الأموال والسلاح والجنود والحصون والقلاع ونحو ذلك . { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } أي : كرسي ملكها الذي تجلس عليه عرش هائل ، وعظم العروش تدل على عظمة المملكة وقوة السلطان وكثرة رجال الشورى .
ثم قص عليه ما رآه فقال : { إِنِّي وَجَدتُّ امرأة تَمْلِكُهُمْ } والمراد بهذه المرأة : بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان . . . ورثت الملك عن أبيها .
أى : إنى وجد قبيلة سبأ تحكمها امرأة ، وتتصرف فى أمورهم دون أن يعترض عليها معترض ، أو ينافسها منافس .
وقوله { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } معطوف على ما قبله . أى : وبين يديها جميع الأشياء التى تحتاجها لتصريف شئون مملكتها ، والمحافظة على قوتها واستقرارها . . .
وفضلاً عن كل ذلك { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } أى : لها سرير ملك فخم ضخم يدل على غناها وترفها ، ورقى مملكتها فى الصناعة وغيرها .
وقوله { وأوتيت من كل شيء } مبالغة أي مما تحتاج المملكة قال الحسن : من كل أمر الدنيا ، ووصف عرشها بالعظم في الهيئة ورتبة السلطان ، وروي عن نافع الوقف على { عرش } ف { عظيم } على هذا يتعلق بما بعده ، وهذه المرأة هي بلقيس بنت شراحيل فيما قال بعضهم ، وقيل بنت الفشرح ، وقيل كانت أمها جنية ، وأكثر بعض الناس في قصصها بما رأيت اختصاره لعدم صحته وإنما اللازم من الآية أنها امرأة ملكة على مدائن اليمن ذات ملك عظيم وكانت كافرة من قوم كفار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.