غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

15

ثم شرع في النبأ وهو قوله { إني وجدت امرأة } واسمها بلقيس بنت شراحيل ملك اليمن كابراً عن كابر إلى تبع الأول ، ولم يكن له ولد غيرها فورثت الملك وكانت هي وقومها مجوساً عبدة الشمس . والضمير في { تملكهم } يعود إلى سبأ إن أريد به القوم وإلى الأهل المحذوف إن أريد به المدينة . { وأوتيت من كل شيء } أي بعض كل ما يتعلق بالدنيا من الأسباب . { ولها عرش عظيم } كأنه استعظم لها ذلك مع صغر حالها إلى حال سليمان ، أو استعظمه في نفسه لأنه لم يكن لسليمان مثله مع علو شأنه ، وقد يتفق لبعض الأمراء شيء لا يكون مثله لمن فوقه في الملك ، وقد يطلع بعض الأصاغر على مسألة لم يطلع عليها أحد كما اطلع الهدهد على حال بلقيس دون سليمان . ووصف عرش الله بالعظم إنما هو بالإضافة إلى سائر ما خلق من السموات والأرض . يحكى من عظم شأنه إنما كان مكعباً ثلاثين في ثلاثين أو ثمانين وكان من ذهب وفضة مكللاً بأنواع الجواهر وكذا قوائمه ، وعليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق .

/خ44