فلما قال الهدهد لسليمان ما قال ، قال له سليمان : وما ذاك ؟ فقال :{ إني وجدت امرأة تملكهم } وهي بلقيس بنت شراحيل ، روي ذلك عن الحسن وقتادة وزهير بن محمد ، وعن ابن جريج أنها بنت ذي شرح ، وجدها الهدهد تملك أهل سبأ وكان أبوها ملك أرض اليمن ، ولم يكن له ولد غيرها ، فغلبت على الملك ، وكانت هي في وقومها مجوسا يعبدون الشمس . والضمير في تملكهم راجع إلى سبأ ، على تأويل القوم ، وأهل المدينة ، والجملة هذه كالبيان والتفسير للجملة التي قبله ، أي : ذلك النبأ اليقين هو كون هذه المرأة تملك هؤلاء .
قال ابن عباس : اسمها بلقيس بنت ذي شيرة ، وكانت هلباء شعراء ، قيل : كانت من نسل يعرب بن قحطان ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إحدى{[1341]} أبوي بلقيس كان جنيا " أخرجه ابن عساكر ، وابن مردودية ، وأبو الشيخ وابن جرير .
{ وأوتيت من كل شيء } فيه مبالغة ، والمراد أنها أوتيت من كل شيء من الأشياء التي تحتاجها الملوك ، من الآلة والعدة ، وكان يخدمها النساء ، وهذا عام أريد به الخصوص ، وقيل : المعنى أوتيت من كل شيء في زماننا شيئا من أسباب الدنيا ، والمال والعدة ما يليق بحالها ، فحذف شيئا لأن الكلام قد دل عليه .
{ ولها عرش عظيم } أي : سرير كبير ضخم ، وقيل : المراد بالعرش هنا الملك ، أولى لقول سليمان : أيكم يأتيني بعرشها ؟ ووصفه بالعظم بالنسبة إليها أولى أمثالها من ملوك الدنيا ، لأنه كما قيل : كان مضروبا من الذهب والفضة ، طوله ثمانون ذرعا ، وعرضه أربعون ذراعا ، وارتفاعه في السماء ثلاثون ذراعا ، مكللا بالدر والياقوت الأحمر ، والزبرجد الأخضر والزمرد .
وأما وصف عرش الله بالعظيم ، فهو بالنسبة إلى جميع المخلوقات من السماوات والأرض وما بينهما ، فبينهما بون عظيم ، وفرق بين . قال ابن عطية : واللازم من الآية أنها امرأة ملكة على مدائن اليمن ، ذات ملك عظيم وسرير كبير ، وكانت كافرة من قوم كفار ، وعن ابن عباس قال : سرير كبير من ذهب ، وقوائمه من جوهر ولؤلؤ ، حسن الصنعة غالي الثمن . عليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.