القول في تأويل قوله تعالى : { وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنّ اللّهَ لَهَادِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ } .
يقول تعالى ذكره : وكي يعلم أهل العلم بالله أن الذي أنزله الله من آياته التي أحكمها لرسوله ونسخ ما ألقي الشيطان فيه ، أنه الحقّ من عند ربك يا محمد فُيؤْمِنُوا بِهِ يقول : فيصدّقوا به . فتُخْبِتَ له قُلُوبُهُمْ يقول : فتخضع للقرآن قلوبهم ، وتذعن بالتصديق به والإقرار بما فيه . وَإنّ اللّهَ لَهَادِ الّذِينَ آمَنُوا إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وإن الله لمرشد الذين آمنوا بالله ورسوله إلى الحقّ القاصد والحقّ الواضح ، بنسخ ما ألقي الشيطان في أمنية رسوله ، فلا يضرّهم كيد الشيطان وإلقاؤه الباطل على لسان نبيهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج : وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أنّهُ الحَقّ مِنْ رَبّكَ قال : يعني القرآن .
{ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك } أن القرآن هو الحق النازل من عند الله ، أو تمكين الشيطان من الإلقاء هو الحق الصادر من الله لأنه مما جرت به عادته في الإنس من لدن آدم . { فيؤمنوا به } بالقرآن أو بالله . { فتخبت له قلوبهم } بالانقياد والخشية . { وإن الله لهادي الذين آمنوا } فيما أشكل . { إلى صراط مستقيم } هو نظر صحيح يوصلهم إلى ما هو الحق فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.