السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤۡمِنُواْ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (54)

{ وليعلم الذين أوتوا العلم } بإتقان حججه وإحكام براهينه وضعف شبه المعاجزين { أنه } أي : الشيء الذي تلوته أو تحدثت به { الحق } أي : الثابت الذي لا يمكن زواله { من ربك } أي : المحسن إليك بتعليمك إياه { فيؤمنوا به } لما ظهر لهم من صحته بما ظهر من ضعف تلك الشبهة { فتخبت } أي : تطمئن وتخضع { له قلوبهم } وتسكن به نفوسهم { وإنّ الله } بجلاله وعظمته { لهادي الذين آمنوا } في جميع ما يلقيه أولياء الشيطان { إلى صراط مستقيم } أي : قويم ، وهو الإسلام يصلون به إلى معرفة بطلانه حتى لا تلحقهم حيرة ، ولا تعتريهم شبهة ، فيوصلهم ذلك إلى سعادة الدارين .