بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤۡمِنُواْ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (54)

ثم ذكر المؤمنين فقال : { وَلِيَعْلَمَ الذين أُوتُواْ العلم } ، يعني : الذين أكرموا بالتوحيد والقرآن ؛ ويقال : هم مؤمنو أهل الكتاب . { أَنَّهُ الحق مِن رَّبّكَ } ، يعني : القرآن . { فَيُؤْمِنُواْ بِهِ } ، أي فيصدقوا به ؛ ويقال : لكي يعلموا أن ما أحكم الله في آياته حق ، وأن ما ألقى الشيطان باطل ، ويزداد لهم يقين وبيان ، فذلك قوله : { فَيُؤْمِنُواْ بِهِ } ، أي يثبتوا على إيمانهم . { فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ } ، يعني : فتخلص له قلوبهم . { وَإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } ، يعني : إن الله عز وجل لحافظ قلوب المؤمنين في هذه المحنة ، حتى لم ينزع المعرفة من قلوبهم عند إلقاء الشيطان