المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن دَآبَّةٖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (49)

49- ولله - وحده - لا لغيره - يخضع وينقاد جميع ما خلقه في السماوات وما دب على الأرض ومشى على ظهرها من مخلوقات ، وفي مقدمتهم الملائكة يخضعون له ولا يستكبرون عن طاعته{[111]} .


[111]:تسبق هذه الآية ركب العلم في تقرير وجود أحياء تدب على بعض الكواكب في مجموعتنا الشمسية أو خارج نطاقها، وهذا ما يحاول العالم الآن الوصول إلى حقيقته.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن دَآبَّةٖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (49)

القول في تأويل قوله تعالى { وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مِن دَآبّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ولله يخضع ويستسلم لأمره ما في السموات وما في الأرض من دابّة يدبّ عليها ، والملائكة التي في السموات ، وهم لا يستكبرون عن التذلل له بالطاعة . وَالّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بالاَخِرَةِ قُلُوبهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ وظلالهم تتفيأ عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون .

وكان بعض نحويّي البصرة يقول : اجتزىء بذكر الواحد من الدوابّ عن ذكر الجميع . وإنما معنى الكلام : ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من الدوابّ والملائكة ، كما يقال : ما أتاني من رجل ، بمعنى : ما أتاني من الرجال .

وكان بعض نحويّي الكوفة يقول : إنما قيل : من دابة ، لأن «ما » وإن كانت قد تكون على مذهب الذي ، فإنها غير مؤقتة ، فإذا أبهمت غير مؤقتة أشبهت الجزاء ، والجزاء يدخل من فيما جاء من اسم بعده من النكرة ، فيقال : من ضربه من رجل فاضربوه ، ولا تسقط «مِن » مِن هذا الموضع كراهية أن تشبه أن تكون حالاً ل «من » و «ما » ، فجعلوه بمن ليدلّ على أنه تفسير لما ومن لأنهما غير موقتتين ، فكان دخول من فيما بعدهما تفسيرا لمعناهما ، وكان دخول من أدلّ على ما لم يوقت من من وما ، فلذلك لم تلغيا .