الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن دَآبَّةٖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (49)

ثم قال تعالى : { ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة } [ 49 ] .

المعنى : ولله يسجد ما في السماوات من الملائكة و ما في الأرض من دابة ومن الملائكة{[39107]} . إلا أنه حمل " والملائكة " من الإعراب على " ما " لأنها ساجدة . ومعناها تخضع وتذل وتستسلم لأمر الله { وهم لا يستكبرون } [ 49 ] أي لا يستكبرون عن التذلل [ لله عز وجل{[39108]} ] .

ودخلت " من " لأن معنى " دابة " الجمع ، أي : من الدواب{[39109]} . وقيل دخلت لما في " ما " من الإبهام فأشبهت الشرط . والشرط تدخل " من " فيه تقول : من ضربك من رجل فاضربه .


[39107]:وهذا قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/202- 203، وانظر: أيضا جامع البيان 14/117.
[39108]:ساقط من ق.
[39109]:وهو قول الأخفش. انظر: معاني الأخفش 2/606، والتفسير الكبير 20/45.