الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن دَآبَّةٖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (49)

{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } [ وإنما أخبر ب ( ما ) عن الذي يعقل ولا يعقل على التغلب ، كما يغلب الكثير على القليل والمذكر على المؤنث ] { مِن دَآبَّةٍ } يدب عليها كل حيوان يموت ، كقوله :

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } [ هود : 6 ] وقوله :

{ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } [ هود : 56 ] .

{ وَالْمَلائِكَةُ } خص الملائكة بالذكر مع كونهم من جملتها في الآية لرفع شأنهم ، وقيل : لخروجهم من جملة الموصوفين بالتسبيب إذ جعل الله لهم أجنحة كما قال تعالى :

{ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ } [ فاطر : 1 ] فالطيران أغلب عليهم من الدبيب ، وقيل : أراد لله يسجد ما في السماوات من الملائكة وما في الأرض من دابة ويسجد ملائكة الأرض .

{ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }