وقوله - تعالى - : { تَنزِيلُ الكتاب لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العالمين } بيان لمصدر القرآن الكريم وأنه لا شك فى كونه من عند الله - عز وجل - .
وقوله : { تَنزِيلُ الكتاب } مبتدأ . وخبره { مِن رَّبِّ العالمين } وجملة { لاَ رَيْبَ فِيهِ } معترضة بينهما ، أو حال من الكتاب . .
أى : تنزيل هذا الكتاب عليك - أيها الرسول الكريم - كائن من رب العالمين ، وهذا أمر لا شك فيه ، ولا يخالطه ريب أو تردد عند كل عاقل .
وعجل - سبحانه - بنفى الريب ، حيث جعله بين المبتدأ والخبر ، لبيان أن هذه القضية ليست محلاً للشك أو الريب ، وأن كل منصف يعلم أن هذا القرآن من رب العالمين .
{ تنزيل } يصح أن يرتفع بالابتداء والخبر { لا ريب } ويصح أن يرتفع على أنه خبر ابتداء ، وهو إما الحروف المشار إليها على بعض الأقوال في أوائل السور ، وإما ذلك تنزيل أو نحو هذا من التقدير بحسب القول في الحروف وقوله تعالى : { لا ريب فيه } أي هو كذا في نفسه ولا يراعى ارتياب الكفرة ، وقوله { من رب العالمين } متعلق ب { تنزيل } ، ففي الكلام تقديم وتأخير ، ويجوز أن يتعلق بقوله { لا ريب } أي لا شك فيه من جهة الله تعالى وإن وقع شك للفكرة فذلك لا يراعى{[9399]} ، والريب الشك وكذلك هو في كل القرآن إلا قوله { ريب المنون }{[9400]} [ الطور : 30 ]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.