قوله : { تَنزِيلُ } : فيه أوجهٌ ، أحدها : أنه خبرُ " ألم " لأنَّ " ألم " يُرادُ به السورةُ وبعضُ القرآنِ . وتنزيلُ بمعنى مُنزِّل . والجملةُ مِنْ قوله : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } حالٌ من " الكتاب " . والعاملُ فيها " تنزيلُ " لأنه مصدرٌ . و " مِنْ رَبِّ " متعلِّقٌ به أيضاً . ويجوزُ أن يكون حالاً من الضمير في " فيه " لوقوعِه خبراً . والعاملُ فيه الظرفُ أو الاستقرارُ .
الثاني : أَنْ يكونَ " تَنْزِل " مبتدأً ، ولا " ريبَ فيه " خبرُه . و { مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } حالٌ من الضمير في " فيه " . ولا يجوزُ حينئذٍ أَنْ يتعلَّقَ ب تنزيل ؛ لأنَّ المصدرَ قد أُخْبِر عنه فلا يَعْمَلُ . ومَنْ يَتَّسِعُ في الجارِّ لا يبالي بذلك .
الثالث : أَنْ يكونَ " تنزيلُ " مبتدأ أيضاً . و " مِنْ رَبِّ " خبرُه و " لا/ ريبَ " حالٌ أو معترضٌ . الرابع : أن يكون " لا ريب " و { مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } خبرين ل " تنزيلُ " . الخامس : أن يكون خبرَ مبتدأ مضمرٍ ، وكذلك " لا ريبَ " ، وكذلك " مِنْ ربّ " ، فتكونُ كلّ جملةٍ مستقلةً برأسِها . ويجوزُ أَنْ يكونا حالَيْن من " تنزيلُ " ، وأن يكونَ " مِنْ رب " هو الحالَ ، و " لا ريبَ " معترضٌ . وأولُ البقرةِ مُرْشِدٌ لهذا ، وإنما أَعَدْتُه تَطْرِيَةً .
وجَوَّز ابنُ عطية أَنْ يكونَ { مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } متعلِّقاً ب " تنزيل " قال : " على التقديم والتأخير " . ورَدَّه الشيخ : بأنَّا إذا قُلنا : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } اعتراضٌ لم يكنْ تقديماً وتأخيراً ، بل لو تأخَّر لم يكنْ اعتراضاً . وجَوَّز أيضاً أَنْ يكونَ متعلِّقاً ب " لا ريبَ " أي : لا ريبَ فيه مِنْ جِهةِ ربِّ العالمين ، وإنْ وَقَعَ شَكٌّ للكفرةِ فذلك لا يُراعَى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.