ثم أتبع - سبحانه -هذا الذم لهم ، بذم آخر على سبيل التأكيد فقال - تعالى - : { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة مَثَلُ السوء وَلِلَّهِ المثل الأعلى وَهُوَ العزيز الحكيم } .
والمثل : الحال ، والصفة العجيبة في الحسن والقبح .
والسوء : مصدر ساءه يسوءه سوءا ، إذا عمل معه ما يكره ، وإضافة المثل إلى السوء ، للبيان .
والمراد بمثل السوء : أفعال المشركين القبيحة ، التي سبق الحديث عنها .
والمعنى : للذين لا يؤمنون بالآخرة ، وما فيها من حساب وثواب وعقاب . . صفة السوء ، التي هي كالمثل في القبح ، وهي وأدهم البنات ، وجعلهم لآلهتهم . نصيبا مما رزقناهم ، وقولهم : الملائكة بنات الله ، وفرحهم بولادة الذكور للاستظهار بهم .
فهذه الصفات تدل على غبائهم ، وجهلهم ، وقبح تفكيرهم .
أما الله - عز وجل - فله المثل الأعلى : أي : الصفة العليا ، وهي : أنه الواحد الأحد ، المنزه عن الوالد والولد ، والمبرأ من مشابهة الحوادث ، والمستحق لكل صفات الكمال والجلال في الوحدانية ، والقدرة والعلم .
والفارق بين طبيعة النظرة الجاهلية والنظرة الإسلامية ، هو الفارق بين صفة الذين لا يؤمنون بالآخرة وصفة الله سبحانه - ولله المثل الأعلى - :
( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء . ولله المثل الأعلى ، وهو العزيز الحكيم ) . .
وهنا تقترن قضية الشرك بقضية إنكار الآخرة ، لأنهما ينبعان من معين واحد وانحراف واحد . ويختلطان في الضمير البشري ، وينشئان آثارهما في النفس والحياة والمجتمع والأوضاع . فإذا ضرب مثل للذين لا يؤمنون بالآخرة فهو مثل السوء . السوء المطلق في كل شيء : في الشعور والسلوك ، في الاعتقاد والعمل . في التصور والتعامل ، في الأرض والسماء . . ( ولله المثل الأعلى ) الذي لا يقارن ولا يوازن بينه وبين أحد ، بله الذين لا يؤمنون بالآخرة هؤلاء . . ( وهو العزيز الحكيم ) ذو المنعة وذو الحكمة الذي يتحكم ليضع كل شيء موضعه ، ويحكم ليقر كل شيء في مكانه بالحق والحكمة والصواب .
{ للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السّوء } ، صفة السوء ، وهي الحاجة إلى الولد المنادية بالموت ، واستبقاء الذكور استظهارا بهم ، وكراهة الإناث ووأدهن ، خشية الإملاق . { ولله المثل الأعلى } ، وهو الوجوب الذاتي ، والغنى المطلق ، والجود الفائق ، والنزاهة عن صفات المخلوقين . { وهو العزيز الحكيم } ، المنفرد بكمال القدرة والحكمة .
هذه الجملة معترضة جواباً عن مقالتهم التي تضمّنها قوله تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى } [ سورة النحل : 58 ] فإن لها ارتباطاً بجملة { ويجعلون لله البنات سبحانه } [ سورة النحل : 57 ] كما تقدّم ، فهي بمنزلة ، جملة سبحانه ، غير أن جملة سبحانه جواب بتنزيه الله عمّا نسبوه إليه ، وهذه جواب بتحقيرهم على ما يعاملون به البنات مع نسبتهم إلى الله هذا الصّنف المحقرّ عندهم .
وقد جرى الجواب على استعمال العرب عندما يسمعون كلاماً مكروهاً أو منكراً أن يقولوا للنّاطق به : بِفيك الحَجَر ، وبفيك الكَثْكَث ، ويقولون : تربت يداك ، وتربت يمينك ، واخسأ .
وكذلك جاء قوله تعالى { للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء } شتماً لهم .
والمَثَل : الحال العجيبة في الحسن والقبح ، وإضافته إلى السوء للبيان .
وعُرّفوا ب « الذين لا يؤمنون بالآخرة » لأنهم اشتهروا بهذه الصّلة بين المسلمين ، كقوله تعالى : { فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون } [ سورة النحل : 22 ] ، وقوله : { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد } [ سورة سبأ : 8 ] .
وجملة { ولله المثل الأعلى } عطفت على جملة { للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء } لأن بها تكملة إفساد قولهم وذمّ رأيهم ، إذ نسبوا إلى الله الولد وهو من لوازم الاحتياج والعجز . ولمّا نسبوا إليه ذلك خصّوه بأخسّ الصنفين عندهم ، كما قال تعالى : { ويجعلون لله ما يكرهون } [ سورة النحل : 62 ] ، وإن لم يكن كذلك في الواقع ولكن هذا جرى على اعتقادهم ومؤاخذة لهم برأيهم .
و{ الأعلى } تفضيل ، وحذف المفضّل عليه لقصد العموم ، أي أعلى من كل مثل في العلوّ بقرينة المقام .
والسّوْء : بفتح السين مصدر ساءه ، إذا عمل معه ما يكره . والسّوء بضم السّين الاسم ، تقدم في قوله تعالى : { يسومونكم سوء العذاب } في سورة البقرة ( 49 ) .
والمثل تقدم تفصيل معانيه عند قوله تعالى : { مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً } في سورة البقرة ( 17 ) .
و{ العزيز الحكيم } تقدم عند قوله تعالى : { فاعلموا أن الله عزيز حكيم } في سورة البقرة ( 209 ) .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه، {للذين لا يؤمنون بالآخرة}، يعني: لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، {مثل السوء}، يعني شبه السوء، {ولله المثل الأعلى}؛ لأنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له ولا ولد، {وهو العزيز} في ملكه، جل جلاله... {الحكيم} في أمره.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه أن قوله:"وَإذَا بُشّرَ أحدَهُمْ بالأنْثَى ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ"، والآية التي بعدها مثل ضربه الله لهؤلاء المشركين الذين جعلوا لله البنات، فبين بقوله: "للّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بالآخِرَةِ مَثَلُ السّوْءِ"، أنه مثل، وعنى بقوله جلّ ثناؤه: "للّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بالآخِرَةِ"، للذين لا يصدّقون بالمعاد والثواب والعقاب من المشركين. "مَثَلُ السّوْءِ": وهو القبيح من المثل، وما يسوء من ضرب له ذلك المثل.
"ولِلّهِ المَثَلُ الأعْلى"، يقول: ولله المثل الأعلى، وهو الأفضل والأطيب والأحسن والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره...
"وَهُوَ العَزِيرُ الحَكِيمُ"، يقول تعالى ذكره: والله ذو العزّة التي لا يمتنع عليه معها عقوبة هؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم في هذه الآيات، ولا عقوبة من أراد عقوبته على معصيته إياه، ولا يتعذّر عليه شيء أراده وشاءه؛ لأن الخلق خلقه، والأمر أمره، "الحكيم "في تدبيره، فلا يدخل تدبيره خَلَل ولا خطأ...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"للذين لا يؤمنون"، أي لا يصدقون بالبعث والنشور والدار الآخرة. "مثل السوء. ولله المثل الاعلى"، أي لهم بذلك وصف سوء، ولله الوصف الأعلى، من إخلاص التوحيد...
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
ولله صفات الجلال ونعوت العِزِّ، ومَنْ عَرَفَه بنعت الإلهية تَمَّتْ سعادتُه في الدارين، وتعجلت راحته، وتنَّزه سِرُّه على الدوام في رياضِ عرفانه، وطَرِبَتْ روحُه أبداً في هيجان وَجْدِه. أمَّا الذين وُسِمُوا بالشِّركِ ففي عقوبة مُعَجَّلة وهموم مُحَصَّلة...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مَثَلُ السوء}، صفة السوء: وهي الحاجة إلى الأولاد الذكور، وكرهة الإناث، ووأدهن خشية الإملاق، وإقرارهم على أنفسهم بالشح البالغ. وَلِلَّهِ {المثل الأعلى}، وهو الغني عن العالمين، والنزاهة عن صفات المخلوقين، وهو الجواد الكريم.
فإن قيل: كيف جاء: {ولله المثل الأعلى} مع قوله: {فلا تضربوا لله الأمثال}؟
قلنا: المثل الذي يذكره الله حق وصدق والذي يذكره غيره فهو الباطل...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان شرح هذا أنهم تكلموا بالباطل في جانبه تعالى وجانبهم، بين ما هو الحق في هذا المقام، فقال تعالى على تقدير الجواب لمن كأنه قال: فما يقال في ذلك؟ مظهراً في موضع الإضمار، تنبيهاً على الوصف الذي أوجب الإقدام على الأباطيل من غير خوف: {للذين لا يؤمنون}، أي لا يوجدون الإيمان أصلاً. {بالآخرة مثل}، أي: حديث {السوء}، من الضعف والحاجة والذل والرعونة. {ولله}، أي: الذي له الكمال كله. {المثل} أي: الحديث، أو المقدار، أو الوصف، أو القياس. {الأعلى} من الغنى والقوة، وجميع صفات الكمال، بحيث لا يلحقه حاجة ولا ضعف ولا شائبة نقص أصلاً، وأعدل العبارات عن ذلك لا إله إلا الله، ويتأتى تنزيل المثل على الحقيقة كما سيأتي إيضاحه إن شاء الله تعالى في سورة الروم.
ولما كان أمره سبحانه وتعالى أجل مما تدركه العقول، وتصل إليه الأفهام، أشار إلى ذلك بقوله تعالى: {وهو} لا غيره، {العزيز} الذي لا يمتنع عليه شيء، فلا نظير له، {الحكيم} الذي لا يوقع شيئاً إلا في محله، فلو عاملهم بما يستحقونه من هذه العظائم التي تقدمت عنهم، لأخلى الأرض منهم.
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه، وهو التعظيم والإجلال والمحبة والإنابة والمعرفة... {وَهُوَ الْعَزِيزُ}، الذي قهر جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات بأسرها، {الْحَكِيمُ}، الذي يضع الأشياء مواضعها، فلا يأمر ولا يفعل، إلا ما يحمد عليه، ويثنى على كماله فيه...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والفارق بين طبيعة النظرة الجاهلية والنظرة الإسلامية، هو الفارق بين صفة الذين لا يؤمنون بالآخرة وصفة الله سبحانه -ولله المثل الأعلى -:
(للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء. ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم).. وهنا تقترن قضية الشرك بقضية إنكار الآخرة، لأنهما ينبعان من معين واحد وانحراف واحد. ويختلطان في الضمير البشري، وينشئان آثارهما في النفس والحياة والمجتمع والأوضاع. فإذا ضرب مثل للذين لا يؤمنون بالآخرة فهو مثل السوء. السوء المطلق في كل شيء: في الشعور والسلوك، في الاعتقاد والعمل. في التصور والتعامل، في الأرض والسماء..
(ولله المثل الأعلى) الذي لا يقارن ولا يوازن بينه وبين أحد، بله الذين لا يؤمنون بالآخرة هؤلاء.. (وهو العزيز الحكيم) ذو المنعة وذو الحكمة الذي يتحكم ليضع كل شيء موضعه، ويحكم ليقر كل شيء في مكانه بالحق والحكمة والصواب...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
هذه الجملة معترضة جواباً عن مقالتهم التي تضمّنها قوله تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى} [سورة النحل: 58] فإن لها ارتباطاً بجملة {ويجعلون لله البنات سبحانه} [سورة النحل: 57] كما تقدّم، فهي بمنزلة، جملة سبحانه، غير أن جملة سبحانه جواب بتنزيه الله عمّا نسبوه إليه، وهذه جواب بتحقيرهم على ما يعاملون به البنات مع نسبتهم إلى الله هذا الصّنف المحقرّ عندهم. وقد جرى الجواب على استعمال العرب عندما يسمعون كلاماً مكروهاً أو منكراً أن يقولوا للنّاطق به: بِفيك الحَجَر، وبفيك الكَثْكَث، ويقولون: تربت يداك، وتربت يمينك، واخسأ. وكذلك جاء قوله تعالى {للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء} شتماً لهم. والمَثَل: الحال العجيبة في الحسن والقبح، وإضافته إلى السوء للبيان...
وعُرّفوا ب « الذين لا يؤمنون بالآخرة» لأنهم اشتهروا بهذه الصّلة بين المسلمين، كقوله تعالى: {فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون} [سورة النحل: 22]، وقوله: {بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد} [سورة سبأ: 8]. وجملة {ولله المثل الأعلى} عطفت على جملة {للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء} لأن بها تكملة إفساد قولهم وذمّ رأيهم، إذ نسبوا إلى الله الولد وهو من لوازم الاحتياج والعجز. ولمّا نسبوا إليه ذلك خصّوه بأخسّ الصنفين عندهم، كما قال تعالى: {ويجعلون لله ما يكرهون} [سورة النحل: 62]، وإن لم يكن كذلك في الواقع ولكن هذا جرى على اعتقادهم ومؤاخذة لهم برأيهم. و {الأعلى} تفضيل، وحذف المفضّل عليه لقصد العموم، أي أعلى من كل مثل في العلوّ بقرينة المقام. والسّوْء: بفتح السين مصدر ساءه، إذا عمل معه ما يكره. والسّوء بضم السّين الاسم، تقدم في قوله تعالى: {يسومونكم سوء العذاب} في سورة البقرة (49)...
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
وإن سبب ذلك الانحدار في التفكير بالنسبة للأنثى هو الكفر باليوم الآخر، ولذا قال تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}. لأن الإيمان بالآخرة إيمانا صادقا مذعنا يلقي في النفس الاطمئنان على المستقبل، فلا يكون في لهج وهلع من الناحية المالية؛ لأنه يعرف أن هناك يوما آخر، يعطى فيه من حرم من ملاذ الدنيا وشهواتها، ولا يكون حريصا شحيحا، ولا يكون خائفا من فقير ينزل له ما دام عاملا، وإن أصابه فقر فإلى ميسرة، وأما من لا يؤمن بالآخرة فإنه في فزع، وخوف وتقتير، ويظن الظنون في قابله غير معتمد على الله تعالى، فهو في الولد، يخشى الفقر فيئد البنت ويفرح بالولد؛ لأنه يكفيه عيشه، والبنت يخشى عليها القهر والذل، وفوات الكفء وغير ذلك. ولذا قال تعالى في حال البشرى بالبنت، وخشية الفقر والعار والقهر لها مشيرا إلى أن سبب ذلك هو عدم الإيمان بالآخرة، فقال تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء}، أي حال السوء دائما يخشون الفقر والقهر والجوع كمثل الذين يحددون نسلهم خشية الجوع، والله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم} [الإسراء 31]، فمن لا يؤمن بالآخرة تكون حاله حال سوء وخوف، وهم دائم، وفي مقابل ذلك من يؤمن بالآخرة، فإنه مطمئن إلى ربه، طالبا رضاءه يفوض أموره لله، وهو العزيز الحكيم؛ ولذا قال تعالى: {ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}، ولله الحال العليا التي لا سوء فيها، ولا خوف من الفقر، والمقابلة بين الذين لا يؤمنون بالآخرة، وبين الله وهي مقابلة بين كان منهم من الإنسانية في المنزلة الدنيا، والله العلي القدير العزيز الحكيم، وأنى يكون ذلك؟ والجواب عن ذلك: إن المقابلة بين من هم في أدنى الإنسانية، ومن هم في أرقاها من بني الإنسان أيضا؛ لأن الله تعالى يدعوهم إلى أن يكونوا مع الله تعالى. ليؤمنوا بعظمته، ويتوكلوا عليه، فيكونوا في أحسن حال، وأعلى مثل وصورة، لأنهم يكونون مع الله، متوكلون عليه ومتبعون لأوامره، ومجتنبون لنواهيه. وختم سبحانه الآية بقوله تعالى: {وهو العزيز الحكيم}، أي وهو الغالب الحكيم الذي قدر كل شيء تقديرا {وما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها} [هود 6]...
لماذا كان للذين لا يؤمنون بالآخرة، مثل السوء؟ لأن المعادلة التي أجروها معادلة خاطئة؛ لأن الذي لا يؤمن بالآخرة قصر عمره.. فعمر الدنيا بالنسبة له قصير... أما من آمن بالآخرة فقد ربحت صفقته، حيث اختار حياة ممتدة، يجد المتعة فيها على قدر إمكانات المنعم سبحانه وتعالى... {العزيز}، أي: الذي لا يغلب على أمره... {الحكيم}، يستعمل القهر والغلبة بحكمة...