الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (60)

ثم قال تعالى { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء } [ 60 ] .

والمعنى : للذين لا يصدقون بالآخرة المثل السوء ، وهو القبيح ، وهو ما يسوء من ضرب له{[39200]} .

{ ولله المثل الأعلى } [ 60 ] .

[ أي{[39201]} ] : الأفضل والأكمل والأحسن وهو التوحيد . قال قتادة : { ولله المثل الأعلى } شهادة أن لا إلا الله{[39202]} . وقيل : [ هو{[39203]} ] الواحد الصمد الحليم الفرد العزيز{[39204]} العزيز الذي لم يلد ولم يولد .

{ وهو العزيز } [ 60 ] .

أي : ذو العزة الذي{[39205]} لا يمتنع عليه معها عقوبة هؤلاء وغيرهم ممن يريد عقوبته على عصيانهم{[39206]} . { الحكيم } في تدبيره فلا{[39207]} يدخل تدبير[ ه{[39208]} ] خلل ولا خطأ{[39209]} .

وقيل هي كلمة الوحدانية{[39210]} وصفتها أحد ، صمد ، فرد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا ، أحد{[39211]} .


[39200]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/125.
[39201]:ساقط من ط.
[39202]:انظر: قوله في جامع البيان 14/125 ومعاني الزجاج 3/207 ولم ينسبه، والدر 5/139.
[39203]:ساقط من ط.
[39204]:ط: القدير.
[39205]:ط: التي.
[39206]:ط: على عصيانه.
[39207]:ط: ولا.
[39208]:ساقط من ق.
[39209]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/125.
[39210]:ط: التوحيد.
[39211]:وهو نفس القول السابق، في تفسير "ولله المثل الأعلى".